رغم الظروف الصعبة التي يعيشها اليمنيون، إلا أنهم أثبتوا حقائق مهمة بعد مباراتين خاضهما المنتخب اليمني في النسخة الحالية من كأس الخليج، فهم يعشقون التحدي ولا يقبلون بالاستسلام إلى واقعهم الصعب، كما أنهم يحبون كرة القدم، ويجدون فيها الوسيلة المثالية للتعبير عما يجيش في صدورهم تجاه بلادهم، كما أن الأحمر اليمني استفاد كثيراً من المشاركة في كأس الخليج عبر 6 نسخ سابقة، وسيكون له شأن كبير في مستقبل الأيام، ولكن بوجود شرط رئيسي، وهو مواصلة العمل وزيادة الاهتمام. للمرة الأولى في تاريخ مشاركات المنتخب اليمني، يحقق نقطتين ولا يخسر في أول جولتين، وللمرة الأولى لا تتلقى شباكه أهدافاً في مباراتين متتاليتين، وللمرة الأولى المنتخب اليمني قد يكون مرشحاً لمواصلة المشوار والعبور إلى الدور نصف النهائي، قد تكون المهمة صعبة ومعقدة أمام الأخضر السعودي القوي وصاحب الأرض، لكن كرة القدم فيها المفاجآت والطموحات مقترنة بالأماني، والمستحيل لم يكن في يوم من الأيام يمانياً. رسمت الجماهير اليمنية أروع اللوحات في مدرجات ستاد الملك فهد، وكسبت نجومية الدورة حتى الآن، وكانت دافعاً مهماً للمنتخب، جاءوا من صنعاء وعدن وشبوة وتعز وحضرموت وكل المدن اليمنية، يجمعهم هدف واحد، وتوحدوا خلف رمز واحد، هذا المنتخب الذي يقدم عروضاً حماسية، ونجح في أن يكون نداً لبقية المنتخبات ملغياً الفكرة المسبقة، التي كانت تجزم أنه سيكون الحلقة الأضعف في الدورة. قد لا يتأهل المنتخب اليمني إلى الدور نصف النهائي ولم يكن قبل هذا اليوم أو بعده مطالباً أو مرشحاً لتجاوز الدور الأول، ولكن الأهم أن منتخب اليمن بدأ يكتسب شخصية جديدة، وتشكلت قاعدة بات اليمنيون مطالبين باستغلالها والبناء عليها من أجل كرة قدم يمنية أكثر تطوراً، ليكون قادراً في البطولات القادمة على مزاحمة المنتخبات الأخرى، التي تفوقه تمرساً ومشاركة وخبرة. لم تكن المنتخبات في بدايات مشاركتها في كأس الخليج كما هي عليه الآن، واسألوا المنتخب الإماراتي، وكذلك العماني والقطري وغيرها، كانت كأس الخليج هي المحطة التي انطلقت منها إلى المحافل القارية والعالمية، والدور الآن على الكرة اليمنية، وها هي تباشير التطور وخيوط الفجر الجديد، بدأت ترتسم ملامحها على منتخب اليمن السعيد.