القضية لم تكن سوى «عنترية» حكم شاهد بعينيه ما لم يشاهده كل من كان في ملعب الجوهرة بجدة، ولا كل من كان يتابع المباراة على شاشات التليفزيون، واحتسب خطأً على لاعب، ووجه الإنذار للاعب آخر، ولم تنجح كل المحاولات التي بذلها لاعبو الأهلي في إثناء الحكم عن قراره الظالم والمجحف، ولسوء الحظ كان الإنذار الوهمي هو الثاني للاعب ماجد حسن، وبالتالي قام الحكم بطرده من المباراة، ليكمل الفرسان آخر 30 دقيقة من المباراة بعشرة لاعبين، ومع ذلك صمدوا أمام هجوم الراقي السعودي، ولأن الكثرة تغلب الشجاعة تعادل أصحاب الأرض في الدقيقة 77 وأضافوا هدف الفوز في الدقيقة الرابعة من الوقت المحتسب بدل الضائع. لا نبحث عن أعذار وأسباب ومبررات للخسارة، ولكن كل ما كنا نتمناه هو الإنصاف والعدالة لا أكثر، ولا أدري كيف كان حال الحكم القطري عبدالله البلوشي عندما شاهد المباراة مسجلة فيما بعد، وكيف كان إحساسه وهو يرى ذلك الخطأ الفادح الذي ارتكبه وقلب به موازين المباراة، ولا أعلم هل سأل نفسه لماذا لم يقم باستشارة الحكم المساعد، ولا أدري ما هي وظيفة هذا الحكم المساعد، وماذا كان يفعل في أرض الملعب في حال لم يشاهد اللقطة، وما هو دوره إذا شاهدها ولم يتكلم، ولم يحاول إصلاح خطأ الحكم. وبعيداً عن الكارثة التحكيمية فقد قدم الأهلي عرضاً مميزاً وكان امتداداً للعرض الذي قدمه في المباراة السابقة أمام ناساف الأوزبكي، وكان على بعد خطوة من التأهل المبكر، ولكن قدر الله وما شاء فعل، ولأنه لم يكن يوماً سعيداً لنا فقد خسر تراكتور الإيراني أمام ناساف، وهي أسوأ نتيجة كنا ننتظرها من تلك المباراة، فلم تعد الخيوط في أيدينا والتأهل إلى الدور الثاني بات مشروطاً في الفوز على تراكتور الإيراني وعدم فوز ناساف على الأهلي السعودي في الجولة الأخيرة. ورغم كل شيء ما زال للأمل بقية، ولا نطلب من الفرسان سوى أن يضعوا جل تركيزهم في مواجهة الفريق الإيراني، والتغلب عليه والحصول على النقاط الثلاث، أما الاتحاد الآسيوي فسوف ننتظر ما الذي سيفعله حيال الحكم، وهل سيرفع البطاقة الحمراء عن ماجد حسن على أقل تقدير، وهل سينصفنا ويرفع عنا الظلم، ولكن ما السبيل إلى الإنصاف؟، إذا كان ظالمنا فيه الخصام وهو الخصم والحكم.