نعم لم يرضني أداء منتحبنا في مباراة عمان، لكني لست منزعجاً؛ لأنني توقعت أن يلعب معنا المنافسون بمنتهى الحذر، ولم لا؟ فالأبيض هو البطل، كما أننا أهدرنا بعض الفرص الأكيدة، ولا تزال لدينا القوة الهجومية الضاربة، ولا تزال أمامنا الفرصة قائمة مع الكويت غداً في الجولة الثانية، والعراق في الثالثة، وكلاهما فزنا عليه في البطولة الأخيرة بالبحرين. المهم بالنسبة لي أن يلعب الأبيض بجرأة واقتحام، وأن يقدم كرته المعروفة، فما زال لم يعلن عن نفسه، كما نعرفه، ولم يقنعنا أو يمتعنا كما اعتدناه، وربما كان من أسباب ذلك ظروف عودة عموري وإسماعيل وعامر عبدالرحمن من الإصابة مؤخراً، وعدم اكتمال جاهزيتهم، وأظن أنهم سيكونون على الوعد في مباراتي الكويت والعراق. نعم خسرنا نقطتين كانتا في متناول الأيدي وفقاً للمنطق، لكننا لم نخسر الأمل، ويجب أن نستفيد من درس عمان، وأن نتجاوز حمى البداية، وندخل بقوتنا المعهودة في البطولة، فلا وقت يمكن أن نهدره في النظر للوراء، ثقتنا بلا حدود في اللاعبين والجهاز الفني، أسعدونا كثيراً، ولا تزال أمامهم الفرصة للقبض على الفرحة، وتقديمها هدية لجمهور الأبيض الذي رسم لوحة للوفاء والحب في ملعب المباراة مع عمان، وللذين تابعوهم بالقلوب خلف الشاشات. وفي ظني أن مهدي علي لن تنقصه الجرأة ولا المغامرة؛ لأنه يملك القماشة التي يمكن أن يصنع منها أجمل ثوب، ويملك الخبرة اللازمة للتعامل مع كل المعطيات بأفضل طريقة، والأهم من ذلك كله أنه يملك الثقة الكافية في لاعبيه، ويدرك أن الأمور أصبحت أكثر صعوبة بعد فوز الكويت، خاصة أن العراق ليس بالفريق السهل؛ لأنه كان الأكثر خطراً في معظم فترات اللقاء. أقول لعمر عبدالرحمن وإسماعيل مطر أهلاً بالعودة، وأهنئ عامر عبدالرحمن على أدائه الدفاعي وتحديداً في إفساد هجمات المنافسين بمنطقة البناء، ولإسماعيل الحمادي كنت الأفضل في وجهة نظري، ولخليل ومبخوت ما زلنا في انتظار الأهداف. أما عن أسوأ ما في البطولة من وجهة نظري، فهو التحكيم الذي غاب عنه التوفيق في الكثير من المباريات، وساهم في تغيير نتائج أغلب المواجهات، والغريب في الأمر أنه لم يرض الفائزين، ولم يعط الحق للخاسرين، ولم يكن مقنعاً حتى للمتعادلين.. أقول ربما هي البداية، وأتمسك بالأمل في تحسن حالة الحكام بالجولات المقبلة، حتى لا تخرج الأمور عن نطاق السيطرة. كلمة أخيرة الحذر ليس جبناً والتهور ليس شجاعة