إذا سمعتم شخصاً يقول إن أي منتخب يفوز بكأس الخليج فالجميع فائز لا تصدقوه، فهذا الحديث لا يمت إلى الحقيقة بصلة، وليس سوى نوع من الدبلوماسية فرضتها عليه ظروف وموروثات تقال ولا تطبق، مكتوبة ومسموعة في وسائل الإعلام، ولكنها لا تتحقق على أرض الواقع، كل لاعب وإداري ومدرب ومشجع وإعلامي جاء إلى الرياض مستعد أن يفعل كل ما بوسعه من أجل التتويج باللقب، بالسبل المشروعة، ولو اضطرته الظروف لما تردد في اللجوء إلى الأساليب الممنوعة. قبل بداية البطولة، فإن التصريحات التي تخرج من أفواه الجميع تتحدث عن المحبة والإخاء، وعن تلاقي الأشقاء، وتجمع الشباب الخليجي في محيط واحد، حيث يحلو السهر، وتتواصل ليالي السمر، حتى الساعات الأولى من الفجر، وعن ضرورة وأهمية البطولة في التعارف بين الخليجيين، وبمجرد دوران الكرة على أرض الملعب، تنطلق المشاحنات ويبدأ التوتر، وتتحول التصريحات إلى كلام قيل وأصبح في طي النسيان، وتهون الوسيلة تجوز كانت أو لا تجوز، ليس مهماً طالما الغاية هي الفوز. وتتحول مقرات اللاعبين إلى ثكنات عسكرية، ونحبكم ونكن لكم خالص التقدير، ولكن لو سمحتم ابتعدوا عن لاعبينا وممنوع الاقتراب والتصوير، ولا يكون هناك مجال لالتقاء اللاعبين أو تبادل المعرفة، فهم لا يلتقون إلا عند أبواب المصاعد وفي بوفيه المطعم وعن طريق الصدفة، وتتساءل بينك وبين نفسك أين ذهبت تلك الشعارات؟ وكيف تبخرت الأهداف؟، فليس أسوأ من بطولة غارقة في الهواية ولكنها تتقمص ثوب الاحتراف. وأمس الأول بدأت المباريات، وبالتزامن معها بدأ سيل الاحتجاجات، فهذا الحكم كان أقل من مستوى الطموح وارتكب الكثير من الهفوات التحكيمية، وفجأة اكتشفنا أن هذا المدرب لا يفقه في التدريب شيئاً وكل اختياراته وتغييراته كارثية، هذا ونحن في البداية ولا يزال حبر الشعارات المكتوبة لم يجف بعد، فهذه ليست نهاية المطاف ولا يزال للحديث بقية. خليجنا واحد، وأي فريق يتوج بطلاً فكلنا فائز، ولا يهمني أن يفوز منتخب بلادي ولكن يهمني أن تصدق أهداف البطولة وتتحقق، وأن تسمو شعاراتها على أرض الواقع وتطبق، وسواء قبلنا أو لم نقبل، سنحتفل سوية ونبارك للبطل، هذا الكلام على مسؤوليتي الشخصية، ولكن لا تصدقوني فأنا لا أكذب ولكن أتجمل.