حسم العين لقب الدوري قبل ختام المسابقة بثلاث جولات، وفي الموسم الماضي كان الأهلي قد حسم اللقب قبل النهاية بنفس العدد من الجولات، وقبل موسمين توج العين بطلاً للدوري قبل النهاية بأربع جولات، وهكذا هو الحال في دورينا منذ بدأنا الحقبة الاحترافية، وباستثناء موسم 2008- 2009 عندما ظلت المنافسة محتدمة بين الأهلي والجزيرة، قبل أن يحسم الأهلي اللقب بعد الفوز على جاره الشباب في الجولة الأخيرة. لم يكن هذا يحدث كثيراً في عصر الهواية هذه حقيقة، ولكن الغريب أن يحاول البعض الانتقاص من قيمة المسابقة والتقليل منها استناداً إلى هذه الحقيقة، وكأن دورينا حالة شاذة تختلف عن كل دوريات العالم، رغم أن الواقع يثبت عكس ذلك تماماً وهذا يحدث كثيراً في أقوى الدوريات العالمية ولا شأن له بقوة المسابقة ولا يقلل من قيمتها. هذا هو واقع كرة القدم حالياً، ولأسباب اقتصادية، فقد اتسعت الفوارق ونشأت الطبقية، وفي ألمانيا على سبيل المثال يتصدر بايرن ميونيخ حتى الآن بفارق 12 نقطة عن فولفسبورج الثاني وقد يحسم اللقب الجولة المقبلة في حال فوزه على هرتا برلين السبت القادم، وقبل ختام المسابقة بأربع جولات، وقد تكرر مشهد الحسم المبكر هذا كثيراً في ألمانيا المواسم الماضية. أما في إيطاليا يتصدر يوفنتوس بفارق 15 نقطة عن ثنائي العاصمة لاتسيو وروما، وهو بكل تأكيد سيحسم اللقب مبكراً للغاية، وربما قبل ست جولات من ختام البطولة، وقد فعلها يوفنتوس بنفس الطريقة في الموسمين الماضيين، أما في إنجلترا فتبدو الأمور محسومة تماماً لمصلحة تشيلسي مورينيو، ولو فاز في المباراتين القادمتين سيحسم اللقب قبل الختام بأربع جولات. إذن ما حدث في دورينا ليس خارقاً للعادة، كما أنه ليس دليلاً على ضعف مسابقتنا، والأمور لا تقاس بهذه الطريقة، فنحن لا زلنا نتحسس خطواتنا في دنيا الاحتراف، وست سنوات ليست بالزمن الطويل، ولازلنا في عرف الممارسة «كي جي 1» احتراف، ونحتاج إلى المزيد من الوقت حتى نبدأ في قطف ثمار شجرة الاحتراف التي زرعناها، ولن يتحقق هذا إلا إذا درسنا أحوالنا، وأصلحنا من أخطائنا، ولن يتحقق هذا إلا بالعمل وإخلاص النية واتباع الأساليب العلمية، وبالخطوات السليمة، حتى لا تداهمنا السنوات ونكتشف بعدها أن بذرة الاحتراف التي غرسناها كانت عقيمة.