منذ سنوات طويلة، رسم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس نادي العين، استراتيجية النادي، مؤكداً أن «المركز الثاني مثل الأخير»، مشدداً على ضرورة ترسيخ ثقافة التميز والتفوق لدى كل أبناء الزعيم العيناوي. وذات يوم، وبالتحديد يوم زفاف سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، والذي كان بعد 24 ساعة من تعادل العين مع الشارقة، في مباراة سيئة فنياً، فاجأني صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وسألني لماذا لم تنتقدوننا، ولماذا لم تكشفوا أخطاء الفريق، مؤكداً أنه من دون النقد البناء لا يمكن أن تتقدم كرة الإمارات. وبتلك الفلسفة وبذلك النهج يسير الفريق العيناوي من نجاح إلى نجاح، وها هو يعانق اللقب رقم 12 في مسيرة الدوري، ليبتعد بخمسة ألقاب كاملة عن الفريق الوصلاوي أقرب منافسيه على عدد مرات الفوز بلقب المسابقة. ومن غير العين يستحق لقب الدوري، قبل ثلاث جولات كاملة من نهاية المسابقة، برغم غياب اثنين من أفضل لاعبيه «عموري وجيان» لفترات طويلة بسبب الإصابة. ومن غير العين يستطيع أن يكحل عيون جماهيره العاشقة للون البنفسج ببطولة ولا أغلى، برغم أن فريقها يحارب على أكثر من جبهة داخلية وخارجية في آن واحد. ومن غير العين يستطيع أن يحقق أرقاماً قياسية بالجملة في آن واحد، أفضل هجوم وأفضل دفاع، والأكثر فوزاً، والأقل تعرضاً للخسارة. ومن غير العين يستطيع الفوز باللقب ثلاث مرات في آخر أربعة مواسم. ومن غير العين يستطيع أن يقبل الهدايا الجزراوية في آخر جولتين، فارتفع الفارق ما بين المتصدر العيناوي والمطارد الجزراوي إلى عشر نقاط كاملة قبل ثلاث جولات من خط النهاية، ليتفرغ العيناوية للمهمة الآسيوية التي يعلق عليها «الزعيم» آمالاً عريضة. التهنئة تستحقها «الأمة العيناوية»، إدارة ولاعبين وجهازاً فنياً وإدارياً وجماهير.