تلك هي الفرحة.. بعرض الصحراء ارتسمت على الوجوه آمالاً وبشراً، لو لم يكن للفوز العريض على قطر فائدة سوى فرحة شعبنا لكفتنا، أرأيتم ماذا يصنع الانتصار وكيف تبدل الحال في الدار، فباتت ليلتها تتغنى بالأبيض الذي تصدر من أول المشوار بأغلى وأحلى انتصار. الفرحة على كل محيا.. شاركنا قادتنا الترقب والانتظار وصفقوا مثلنا للانتصار فكان المشهد الذي جمع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، ولفيف من المسؤولين من أروع مشاهد الوحدة بين الآمن الذي يرفل في ثوب العزة والمجد.. يقف صفاً وبنياناً مرصوصاً. وأحسب أن أبناءنا وهم يلعبون في أستراليا كان المشهد حاضراً في خواطرهم، فهكذا نحن دوماً ولذا أبدع أبناء زايد في مستهل مبارياتهم بكأس آسيا وقدموا درساً في كرة القدم، ولو أرادوا لرفعوا غلة الأهداف أمام قطر أكثر من الرباعية لكنها تكفينا وقبلها تكفينها تلك الروح وهذا العزم. كثيرة هي المشاهد المفرحة في مباراتنا مع قطر منها رباعية مبخوت وخليل، لكن الروائع كثيرة فقد عاد ماجد ناصر إلى حراسة عرين الأبيض وعاد حمدان الكمالي للتشكيلة، ورأينا عموري بعد الإصابة التي ألمت به في نصف نهائي كأس الخليج أمام السعودية، ومع عودة كل هؤلاء كانت الروح ولم تعد فهي حاضرة، وقادت الأبيض إلى أول انتصار عربي في البطولة، وفوز تاريخي سواء في المشوار القاري وأيضاً في لقاءاتنا أمام قطر. قبل المباراة كانت التوقعات وكم أشفق الآن على بعض المحللين الموجهين المسترزقين، مما فعل الأبيض فقد أوسعوه نقداً وصوروه كالفريسة في انتظار الصياد، لكن منتخب الإمارات كان قاسياً على الجميع.. على العنابي وعلى فلاسفة الشاشات ممن لا يدركون حقيقة اللعبة، ولا ما يمتلكه منتخب الإمارات بقيادة مدربه المهندس الذكي مهدي علي. الجميل في مباراة الأمس أن الفوز والتفوق لم يكن مبرراً للاستكانة والدفاع، فبعد أن رفعنا الغلة لثلاثة أهداف توقع الكثيرون أن ندافع لكن مهدي يستوعب التجارب جيداً ويقرأ الأحداث بعناية وأكمل باستراتيجية الهجوم فكان الهدف الرابع واكتمل التفوق الأبيض حتى النهاية. كلمة أخيرة: أمس رسم المنتخب تفاصيل يوم كلونه.. انتصار وأمل في ربوع الدار.