قبل 16 عاماً، عشت واحدة من أسعد اللحظات في تاريخ الكرة السعودية، بافتتاح ستاد الملك فهد الدولي، درة الملاعب السعودية، تزامناً مع افتتاح دورة الخليج التاسعة، ويومئذٍ شكا بعض الإعلاميين من التزاحم والتدافع الجماهيري لحظة الدخول إلى المدرجات، ولكن كان لي رأي آخر أبلغته إلى الزميل منصور الخضيري مسؤول الإعلام في الرئاسة العامة لرعاية الشباب في ذلك الوقت، قلت له لا أستطيع أن أخفي سعادتي بمشهد التدافع والتزاحم، لأنها المرة الأولى في تاريخ كرة المنطقة التي يتزاحم فيها 70 ألف متفرج لمشاهدة مباراة في كرة القدم، ويومئذ شدا فنان العرب محمد عبده بأغنيته الشهيرة «فوق هام السحب». ورغم كل الزخم الإعلامي والجماهيري الذي رافق منتخب السعودية في تلك الدورة، إلا أن «الأخضر» لم يحقق طموحات جماهيره، وتحققت توقعات الشيخ أحمد الفهد - رحمه الله - عندما أطلق، قبل الدورة، تصريحه الشهير، عندما قال على السعوديين أن يغسلوا أيديهم من ماء زمزم، فما كان من سلطان السويدي رئيس الاتحاد القطري في ذلك الوقت إلا أن رد عليه قائلاً على الكويتيين أن يغسلوا أيديهم من ماء «جليب الشيوخ»، وصدقت توقعات المسؤولين الكبيرين، وخرج منتخبا السعودية والكويت من البطولة بخفي حنين!. وتدور الأيام وتعود البطولة إلى السعودية للمرة الرابعة، في ظل أجواء تختلف كثيراً عما كانت عليه الحال عندما استضافت المملكة البطولة الثانية أو التاسعة أو الخامسة عشرة، حيث تنامي قوة المنتخب الإماراتي حامل اللقب وأحد أكثر المنتخبات تطوراً في السنوات الأخيرة، وتراجع منتخب الكويت صاحب الرقم القياسي لعدد مرات الفوز باللقب، وتذبذب نتائج منتخب العراق، وعدم ثقة الجماهير السعودية في قدرة منتخبها على نيل اللقب بعد 11 سنة من الغياب، وتأرجح موقف المنتخب القطري ما بين اليأس والرجاء، وغموض موقف البث الفضائي إلى ما قبل لحظات من انطلاق الدورة ورغم كل ذلك، لا نملك إلا أن نتفاءل ببطولة تلبي طموحات جماهير المنطقة التي تعتبرها أهم بطولة في العالم، والناس فيما يعشقون مذاهب!.