أصبحت خطوات الزوج محسوبة، وعلى الصراط المستقيم معدودة، وأصبح المثل المصري «يمشي على العجين ما يلخبطوش» محققاً بعدما ابتكر «Isaac Daniel» تصميم حذاء مميز بمواصفات عالية، يعمل بجهاز التعقب، ووحدة نظام تحديد المواقع «GPS»، وهو قادر على إصدار إنذار في حالة الطوارئ عند تعرض صاحبه لأي مشكلة، كما أنه قادر على قياس درجة الحرارة، ومعدل ضربات القلب، ويرسل الحذاء هذه المعلومات إلى الهاتف النقال عن طريق الإشارات، وقد تبنت صنعه شركة «GTX» التي مقرها كاليفورنيا، لكي يساعد هذا الحذاء الآباء على تتبع تحركات أبنائهم حينما يكونون خارج المنزل، لكن الزوجات والجمعيات النسائية المتعصبة، وهيئة الرفق بالزوجات طالبت الشركة أن تُصنّع مثل تلك الأحذية بمقاسات رجالية، بغية ضبط رجالهن متلبسين في حالة أي خيانة أو حركة نذالة، لذا وجب التحذير المبكر للأزواج الغافلين أو الذين بعيدين عن وسائل التواصل الاجتماعي والمستجدات الإلكترونية، ومنشغلين فقط في مشاهدة المباريات، ومشادات البرامج التحليلية الرياضية، ولعب الورق، لأنه من هذا اليوم ستكثر هدايا الزوجات، وستزيد المناسبات التي تعبر عن المحبة، وتستوجب هدايا منتقاة، وبشكل مفاجئ من طرف الزوجة، وكلها ستكون بدءاً من الآن أحذية بالتأكيد، ظاهر هذه الهدايا حب الزوجة لزوجها أن يتريض، ويحافظ على قوامه، وباطنها تتبع خطواته الماكرة، إذا ما سوّلت له نفسه أن يمشي على «حلّ شعره»، لذا يفضل أن تمشوا أيها الأزواج حافين أو تنتعلوا خفيّ حُنين، وإلا ستصير معارك عائلية بالأحذية الجديدة، وستغير الزوجات المصونات أسلحة الحرب البدائية، حينما كانت بـ «الجزمة القديمة»! الآن يا ما أحذية الكترونية غير قابلة للسرقة، سنراها عند أبواب المساجد، لأن الجميع يعرفها من النبض، والتوتر الضوئي، وسنترحم على أيام «النعلان»، تلك التي تقودك على هواك، و«وين ما هبّت لك ذَرَت»، الأحذية الجديدة أم «GPS» هي الوحيدة التي تعرف عناوين شوارع أبوظبي زنقه.. زنقه.. حوض.. حوض، وبعدين هذه الأحذية الوحيدة التي لن تقبل أن تعمل عملتك، و«ترمح القاع أو تدّج الخلاء»، كله مسجل بالمكان والزمان! من اليوم سيستمتعن الزوجات بمشاهدة مسلسلاتهن التركية «التاريخية»، وهن مطمئنات البال، قريرات العين، لأن الأحذية المهداة للأزواج بالمرصاد، ستخف «سيرات الويكند» و«التخشش» في الفنادق، والادعاء أنه مرابط على أحد الثغور، وأن الشغل لا يستغني عنه حتى في الإجازة، ويمكن أن تشترط زوجة المستقبل على زوجها بدلاً من أن يرتدي خاتم الزواج، يلبس حذاء الزوجية المشفّر!