هكذا هم المبدعون والمتميزون والقادة الاستثنائيون، لا يختلف عليهم اثنان.. لقد جاء إعلان الأمانة العامة لجائزة الشيخ زايد للكتاب باختيار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، شخصية العام الثقافية للجائزة في دورتها التاسعة ليؤكد أن هذا التكريم والتقدير يذهب إلى من يستحقه، لذا كان الاتفاق على أنه اختيار صادف أهله. توافق واتفق الجميع على أن سموه يستحق هذا التكريم.. فهذا الرجل الذي قدم الكثير وأعطى الجميع ولم يتوقف ساعة عن التفكير كان واجباً علينا تكريمه وهو الذي يكرم الجميع.. ومن يتابع مسيرة الشيخ محمد بن راشد يجد أنه لم يألُ جهداً في دعم الثقافة والمثقفين ودعم الصحافة والكتّاب والأدباء والشعراء، فرغم مشغولياته الكثيرة فإنه يجد وقتاً ليلتقي المثقفين والمبدعين، ورغم انشغالاته لا يتوقف عن قرض الشعر ومناقشة أهل الرأي.. ما يميز الشيخ محمد بن راشد أنه رجل دائم التفكير وفي كل شيء.. دائم التفكير في شؤون المواطنين ومصلحة البلد ومستقبل الأجيال.. ودائم التفكير في الإبداع والتميز والتألق.. ودائم التفكير في الفن والشعر والثقافة التي لم يبخل عليها يوماً.. ومن يدقق النظر في المشهد الثقافي والفني في دبي يرى كيف نجح سموه في أن يجعل من دبي ليست مجرد مدينة عصرية بمبانيها ومراكزها التجارية وطرقها الحديثة.. وإنما نجح في أن تكون دبي محط أنظار الفنانين التشكيليين والممثلين والمصورين الفوتوغرافيين والنحاتين، وستكون دبي قريباً معرضاً مفتوحاً تمتع الناظرين وعندما ينتهي بناء دار الأوبرا ستصدح دبي بأعذب الألحان.. كما أنه دعم الواقع الثقافي والفني في الإمارات من موقعه كرئيس لمجلس الوزراء، فقد أصبحت وزارة الثقافة ذات دور فاعل وحيوي. من يقترب من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد يدرك كم يتميز سموه بشخصية محفزة لكل من يعمل معه، بل ولكل من يكون حوله، أو حتى من يستمع إليه، فروحه الإيجابية تؤثر على الجميع.. وهو الذي يؤكد دائما أن «الإبداع هو أن نضيف شيئاً جديداً للحياة».. لذا فرح الجميع بهذا الفوز، وكانت كلمات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله بالأمس عن اختيار الشيخ محمد الشخصية الثقافية لجائزة الشيخ زايد للكتاب رائعة ومعبرة عما يجول في خاطر كل أبناء الإمارات، وتحمل معاني الوفاء والتقدير عندما قال: «أمضى حياته يبني الحجر، ويزرع الأمل، وينشر التسامح، ويدعم العلم، ويرسخ التميز». وكل معاني التقدير والامتنان تشع من كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وهو يقول مهنئاً ومخاطباً الشيخ محمد بن راشد: «نسير للأمام جنباً إلى جنب مع شعب الإمارات الوفيّ، معززين بطاقتكم الإيجابية وبشغفكم بالابتكار والإبداع». وهذا ما نؤكده، فالإجماع والاتفاق، بل والفرحة بفوز الشيخ محمد بن راشد بهذا التقدير كان واضحاً لأن الجميع يدرك أن هذا «تكريم مستحق لشخصية إماراتية استثنائية عبرت بإنجازاتها الإنسانية العظيمة الدول» كما قال سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي معلقاً على هذا التكريم.أخيراً... شكراً محمد بن راشد على كل ما قدمت، ولن نوفيك حقك مهما شكرناك. فتبقى القمة التي يسعى إليها كل مبدع والقامة التي يفتخر بها كل إماراتي. شكراً جائزة الشيخ زايد للكتاب هذا الاختيار الموفق.