على الرغم من ظلام البؤس الذي تعيشه مدينة غزة، إلا أن نقطة الضوء تأتي من هنا، من الإمارات لتنير دروب من أتعبتهم العقبات وأرهقتهم النكبات.. الإمارات، تبعث برسلها إلى أرض غزة، لينعم من حرموا من رغيف الفرح بسعادة الاقتران، وإكمال نصف الدين، وتحقيق الأمنيات على يد رجال من الإمارات. مؤسسة خليفة الإنسانية، أخذت على عاتقها تنفيذ التوجيهات السديدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وباشر رجال المؤسسة تهيئة ظروف المشروع السامي، وتمهيد كل ما يحتاجه المشروع، من دعم مادي ومعنوي، لأجل شباب غزة، ولأجل أن يعيش هؤلاء الشباب، كما هي الحياة التي يعيشها غيرهم في العالم. عرس غزة، احتفاء بقيم الإنسان، واعتناء بحاجاته، ومتطلبات حياته، هو استفتاء حقيقي لهذا الشعب المظلوم، لأن تعيد قياداته النظر فيما سببته له من أوجاع، وصراع، جراء التزمت والانشقاقات التي شطرت الوجدان الفلسطيني إلى نصفين، بل هي قسمة ضيزى. عرس غزة، درس لكل أصحاب الشعارات، بأن يستوعبوا العبرة ممن يقدمون العبر والمواعظ، وأن أهل غزة ليسوا بحاجة إلى أساطير تمحو أثر الحقائق، وليسوا بحاجة إلى أساطين يجيدون الاستيلاء على المنابر في خطب عصماء، أهل غزة، شباب غزة، يريدون العيش بسلام، يريدون من يكبح عنهم جماح الفقر والعوز، ومن يردع عنهم العدوان المستمر، ومن يقف إلى جانبهم في محنتهم، أهل غزة يريدون من يواجه الظلم بأدوات تحقق الذات، ولا يريدون شعارات لا تسمن ولا تغني من جوع.. وما تفعله الإمارات اليوم، هو فعل النخلة التي تظلل الرؤوس، وتملأ النفوس قوة ومناعة، ضد الإحباط والنكوص إلى مراحل ما قبل الموت.. ما تفعله الإمارات من أجل شباب غزة، ليس عرساً فحسب إنما هو غرس مبادئ الفرح، وزرع أعشاب البهجة وملاحقة الحزن ومطاردته وإبعاده عن حدود الإنسانية، ما تفعله الإمارات هو النتيجة القصوى للقيم الإنسانية العالية، والمبادئ الأخلاقية السامية، هو عرف الذين يعشقون الحياة ويقدمونها رخيصة في سبيل إسعاد الآخرين.