فكرة صائبة أن يكون للمسرح المدرسي مهرجان سنوي، والأجمل إشراك العناصر ذات الخبرة والدراية في التحكيم والتوجيه والإرشاد، والأكثر أهمية هو تشجيع الصغار، وكذلك المدرسين والمدرسات المشرفين على المسارح المدرسية. والتشجيع المادي أو المعنوي سوف يعزز الاهتمام بالمسرح وتطوره وتوسع جمهوره، ولا يمنع معه هذه البدايات أن تكون الجوائز التي تحصل عليها المدرسة والمشرف المسرحي والطلاب الممثلون الصغار كبيرة وقيمة، بحيث تذهب تلك الجوائز إلى المدرسة وتخصص لخدمة المسرح فيها. إن المسرح المدرسي يحتاج عادة إلى تكلفة، وميزانيات المدارس كما نعلم ليست كبيرة، وهذا ما لاحظناه عبر تجربة طويلة مع المدارس، والتي كثيراً ما تعتذر عن القيام بأنشطة إضافية مثل بناء أو تنشيط المسرح المدرسي، هذا بالإضافة إلى عدم صلاحية بعض المدارس لقيام مسرح فيها، نتيجة سوء التخطيط للمباني المدرسية وعلى الخصوص المدارس القديمة، والجهات التعليمية لم تكن تشارك في السابق في طرح فكرة المبنى المدرسي وما يحتويه، وبالتالي فإن المباني المدرسية تكون مخصصة عادة للأنشطة المتعارف عليها، مثل المختبر والملاعب وقاعة المرسم أو التربية الفنية. ونلاحظ، اليوم، أن أعداد المدارس كبيرة في الإمارات، بينما المدارس المشتغلة على المسرح قليلة نسبياً، والسبب هو عائق المبنى المدرسي أو عدم وجود الدعم المادي. ولكن عندما يطرح مهرجان للمسرح المدرسي ويستمر هذا الزمن، وعندما يجد الجميع أن المشاركة تأتي بالفائدة على الطلاب والمعلمين والمدرسة، فإن الجميع سوف يعمل المستحيل وسوف يسعى إلى التغلب على الصعوبات التي تعترضهم. إننا نقترح أن تكون الجوائز متنوعة، فيها ما يخص الممثل الصغير والمشرف على العمل الفائز، وكذلك المدرسة بحيث يتم مثلاً تحمل تكلفة الجانب المادي الذي صرفته المدرسة الفائزة على النشاط المسرحي. نعلم أن الدائرة الثقافية بالشارقة لا تبخل على المسرح المدرسي، وقد أصبح مهرجان المسرح المدرسي الآن حقيقة ويمضي إلى عمره السادس، فالإيمان القوي بالفكرة والعمل هو الطريق الذي يوصل إلى النجاح. العمل الصحيح الذي رسخ فكرة المهرجان المسرحي للمدارس جاء عبر الاستفادة من أولئك الشباب الذين خاضوا تجربة طويلة في إدارة العمل المسرحي في الميدان التعليمي، ولعل أكبر معين ودافع للنهوض بالمسرح المدرسي هو هذا المهرجان السنوي في مدينة الشارقة والتي نأمل أن تكبر فيه المشاركة من جميع مناطق الدولة التعليمية.