في السنوات القليلة الماضية، تغيرت قواعد صناعة الإعلام تغيراً مفاجئاً، وصار ذلك الإعلام المتغير والمتحول هو الذي يقود البشرية، ويحرك سلوكيات العالم. وأيضاً، تغيرت قواعد صناعة السياحة، مع ظهور الإنترنت وقيام السائح بنفسه بحجز تذاكر الطيران والفنادق وهو في منزله. سبب التغير في الصناعتين، هو تطور وسائل الاتصالات، بشكل جعل كل شيء متاحاً وممكناً من خلال جهاز صغير هو الهاتف المحمول، الذي تعدى دور الهاتف بكثير. ومع هذه التطورات كان من المفترض أن يلعب الإعلام في المنطقة العربية دوراً كبيراً في صناعة السياحة.وبنظرة سريعة على الإعلام العربي، ستجد أن ما تحتله صناعة السياحة من اهتمام ضئيل جداً، مقارنة بما تحتله صناعات أخرى. وكما فوجئت صناعة السياحة بالتغيرات المفاجئة في عالم الاتصالات، الأمر الذي أدى إلى اختفاء الشركات صغيرة الحجم، واختلاف سلوك السائح، ربما فوجئ أيضاً الإعلام بأنه لم ينتبه إلى صناعة كوادر إعلامية متخصصة في السياحة، وبالتالي أدى ذلك إلى فقر المضمون في محاولات صناعة إعلام سياحي بأنواعه المتعددة. ونتج عن ذلك فشل كل أو معظم محاولات إنتاج قنوات فضائية متخصصة في صناعة السياحة والسفر، كما نتج عنه فشل تجارب عديدة في إصدار ملاحق أو مطبوعات متخصصة سياحياً، دون أن يكلف أحد نفسه بدراسة أسباب الفشل. وعلينا أن نعترف بأن هناك إعلاماً سياحياً غربياً ناجحاً جداً، ويسير بشكل متوازٍ مع نجاح صناعة السياحة في الغرب. والسؤال: من الذي يتحمل نتيجة ضعف الإعلام السياحي في وطن تعد فيه صناعة السياحة من الصناعات الأساسية، ومن الصناعات المستقبلية التي قد نعتمد عليها في سنوات قادمة، وتعتمد عليها الأجيال القادمة؟ الإجابة عن السؤال ليست سهلة، وليست واضحة وتحتمل العديد من الآراء، ولكنها قضية مهمة، دعونا نتحاور فيها خلال الأسابيع القادمة.. وفي انتظار آرائكم لنطرحها معاً، ربما نتمكن من الوصول إلى حلول لنخطو إلى الأمام خطوات. وحياكم الله..