للحلم مراحل كثيرة، أولها أن تخرج من دائرة التفكير والتخطيط إلى مربع اسمه التنفيذ، وكان أول من ذهب إلى ذلك سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان رئيس اتحاد الكرة في حقبة الثمانينيات، ليترك الحلم الصغير، وهو الفوز بكأس الخليج إلى حلم أكبر هو الصعود إلى كأس العالم، وكانت أول مشاركتنا في تصفيات كأس العالم 1986 مع المدرب البرازيلي المتخصص في تحقيق الأحلام وقتها «كارلوس ألبرتو».. فجمع منتخباً يافعاً أثار من خلالها جدلاً كبيراً، وأزاح أسماءً أعتقد من خلالها الشارع الرياضي أنها بداية انهيار «الأبيض»، ولكنه اكتشف بعدها أن كارلوس صنع بداية أجيال تمردت على الواقع، وبدأت تنظر للأعلى، فكانوا بداية بداية شرارة اسمها «العالمية». وفي تصفيات سنغافورة كانت ملحمة «رزاق والطلياني»، وكان الطين الذي اكتسى بقمصان اللاعبين السبب في أن ينال هذا الجيل لقب «الذهبي». وبعدها توالت الإخفاقات، ظلمتنا القرعة بعد أن وقعنا مع بعبع آسيا الجديد في تصفيات 1994.. وبعدها جاء جيل آخر ولكن بدون استقرار، لوري ساندري فشل في اجتياز المرحلة الأهم بعد أن أضاع لاعبونا كل الفرص أمام أوزبكستان فاحتجت الجماهير بزجاجات الماء، ومن تصفيات 2002 إلى 2014 كان الحضور متبايناً ما بين الوضيع والجيد والشرفي وكلها حملت نهاية واحدة وهي الخروج. ومع اليوم الأول من التصفيات وهي القرعة فإن الهدف لم يعد بعيداً والفكرة ليست استراتيجية أو خطة، بل أكبر من ذلك، فالموضوع لا يحتاج إلى تفكير أو تردد، التأهل هو المطلب والوصول هو السبيل الوحيد لنطلق على مشاركتنا بالناجحة، وهذا الجيل لا يحتاج إلى تذكير أو تحفيز أو تنشيط للذاكرة، فصعوده يعني كتابتهم تاريخ جديد لكرة الإمارات وعدم صعوده يعني أنه سيكتب ما تبقى من تاريخه الذي تعب واجتهد وضح من أجله بحروف من أقلام الرصاص سرعان ما تحمى وتنسى وتذهب مع الريح. ولذا فإن التصفيات الحالية ما هي إلا بداية تنفيذ الخطة واجتيازها ما هي إلا بداية لمشوار بدأنا ميله الأول في كأس آسيا للشباب في الدمام. كلمة أخيرة المنتخب لا يحتاج إلى برنامج تحضير وتهيئة ولا لروزنامة تتناسب مع الأحداث فقط، بل إلى رجل قوي يقوده من بحر إلى آخر دون يشعروا بقوة الموج أو بسرعة الريح، فالقائد هو من يحتوي ويمتص كل الأزمات ولا يلقيها على غيره، ولكم حرية الفهم.