إعادة هيكلة التعليم، هي إعادة صياغة للذهنية، وللتفكير، ما يجعل الأمل مفتوحاً على مصراعيه، بانتظار خطوات مضيئة، من أجل الطالب، ومن أجل الوطن، ولا يغيب عن بالنا هنا أن مجلس أبوظبي للتعليم دأب على البحث عن فكرة مبتكرة، وناضل من أجل إيجاد المفاتيح الضائعة، التي تعيد للطالب، مقعده الدراسي، المنجد بمخمل الفكرة الجديدة، وتضع المنهج بين الأيادي، لا إفراط فيه ولا تفريط. المنهج المبتكر الذي أعده مجلس أبوظبي للتعليم، بحسب ما أفادت الدكتورة أمل القبيسي المدير العام للمجلس، قوامه هو الهوية والعربية، وهنا بيت القصيد، هنا مربط الفرس، هنا النجمة التي ضاعت خلف غيوم التجارب السابقة، هنا ما يحتاجه الطالب، ويريده الوطن، فالهوية دائرة الضوء التي نريدها دوماً شمساً ساطعة، وشجرة عملاقة، تظلل الرؤوس، والبحر الذي تسبح فيه الأرواح، والصحراء التي تتعملق فيها نخلة الوجد والوجدان، ما يطرحه المجلس الآن في هذه الخطوة الجديدة، يعتبر نقطة انطلاق باتجاه الحقيقة، إذا ما تم التطبيق مكملاً للنظرية، وإذا وقف الجميع من أولياء أمور وطلبة وجهاز تعليمي في خانة واحدة، في زاوية التحدي، والنظر إلى المستقبل، كهدف، وغاية، ومطلب استراتيجي لا مفر من التمسك به، واعتباره المصير والحياة. التأكيد على الهوية والعربية، كمن يسرج خيول الأمل باتجاه ضفتي النهر، كمن يوثق كفتي الميزان بقسطاس لا يشوبه شك ولا ريبة، التأكيد على الهوية والعربية يسير بالقافلة باتجاه نبع الحياة، وعلى الهودج تشمخ هوية سوية نقية من شوائب وخرائب، والالتزام باللغة الأم كوسيلة وغاية يقود مسيرة التطور نحو رايات لا تُطفأ أنوارها، وغايات لا تُرجأ خطواتها، وأحلام تفتح حدقات أوسع من فضاء الصحراء، وتدفع بعجلة التطور نحو الآمال المبهجة، التأكيد على الهوية، كوتد الاتكاء، واللغة كمهد الارتقاء، إنما هو الطموح الذي يقود إلى صناعة مجتمع متوائم، متلائم متفاهم، يتقاسم رغيف العطاء بشفافية الابتكار وروح الإيثار، وبذهنية مملوءة بمعطيات ثقافة الأنوار.