اختلف اللغويون في تحديد الفروق بين العس والعليبا والقفا، لكنهم أجمعوا على أنها تلك المنطقة التي تحتل الرقبة من الخلف، والتي عادة ما تكون عرضة للضرب، وهي كالوجه تحمّر إذا أرتبك صاحبها، وتشبّ حرارة، إذا وقع في حرج أو مشكلة مالية صعب الخلاص منها سريعاً، وهي مهمة، ولا يستهزئ بمكانتها، فالعليبا التي تسكن على حوافها شعرات مقطقطات، يمكنها أن تتحمل الكثير دون شكوى، والبعض بدلاً من أن يربي عضلاً، يربي قفاً، والعليبا لا تتشابه، فعس الأسكتلندي تختلف عن عس السيلاني، هذاك حرام لو تبات عليه ليّلية صليل، ما قال: آه، أما السيلاني صفعتان من يد شرطي غير متمرس، وسيقرّ بأفعاله، ويمكن أن يعترف على بقية أفراد العصابة، عليبا سواقي الشاحنات والمصارعين والجزارين، مثل جذع النخل، عليبا المحاسب دائماً متعرقة، تخشى الغش في الحساب، العس والعليبا والقفا يخص الرجال دون النساء، فعندهم هي عرضة للتصحر، والتغيير المناخي، أما النساء فيتحلين برقبة مغطاة بشعر أنثوي، لكنها لا تتباهى بإظهار تلك المنطقة غير المحايدة، ولقد رأيت عليبا لأناس كثر، لكن مثل عليبا الفاشل فلا.. تجدها مرتخية، ومتخاذلة كفوطة صغيرة مبلولة، وحدها عليبا الناجح تجدها متوثبة، وغير قابلة للتأويل، ومن العليبا التي يمكن أن تصادفها في الحياة، ولا تعني غير الكد والتعب المضني، عليبا المعلم، كثيرة الاحتمالات، والتي قد تستغل أثناء الإجازات الصيفية، ومن نصابين مبتدئين، هناك عليبا قابلة للتصديق، وعليبا ممنوعة من الصرف، وبعدين.. الحياة كلها عليبا وقفا وعس، وما قامت الثورات إلا لأن العليبا لطمت، والقفا أهين، والعس مس، وكم من زعيم كان قادراً على الاحتفاظ بكرسيه، لو حافظ على عليبا المواطنين الكرام، وعلينا في كأس العالم القادمة أن نشجع العليبا التي تعرف طريقها للمرمى، لأن يا ما عليبا أفريقية شجّعناها، وظهرت من الدور الـ 16، وبعدين.. تعرفون شو الفرق بين برشلونة، وريال مدريد، عس مسي، ولو عندنا كل مدرب أخذ باله من عليبا اللاعبين، ما فرّط بالكاس، وهناك دول نامية تفكر في الحجر، ولا تفكر في عليبا البشر، ولو تساءلنا لما لاس فيغاس، لا تشكو من أزمة مالية؟ لأنها تضع نصب عينها قفا المواطن، وعليبا المقامر، وعس المستفيد المغامر، حتى قادة الثورات الانفلاتية، الانقلابية، عادة ما يطلبون من الشعب في البيان رقم واحد، أن يكون شعارهم بعد التخلص من الاستعمار، شعب واحد، عس واحد!