بدأت منذ الأمس فتاوى الشارع الرياضي حول مشكلة اللاعب البرازيلي أو الأوزبكي «ليما»، المنتمي لفريق الوصل، فالساحة الرياضية يوجد فيها من المنظرين والمتحدثين وعشاق الكلام والاستنتاج والإفتاء أكثر حتى من جماهير مدرجات بعض مباريات دورينا، والكل أصبح يقدم رأيه في الموضوع والبعض حمل في جيبه لائحة الدوري ليخرجها في أي «كوفي شوب» أو مقهى أو حتى في تويتر، مقدما من خلالها رأيه القضائي والقانوني ويعبر عن فتواه ونظرته الخاصة حول القضية. الأول يقول إن النهاية ستكون هبوط الوصل إلى دوري الهواة، والثاني يقول إن الاتحاد في طريقه لإيقاف نشاط كرة القدم في النادي الأصفر، وبالتالي ستصبح لعبة كرة القدم في النادي الوحيد الذي لعب كل نسخ دورينا في «غرفة الإنعاش»، والثالث قال إن القرار فقط سيتخذ ضد اللاعب ووكيل أعماله، والوصل ليس له ذنب في الموضوع، وأنا أقول اتركوا القضية تأخذ مجراها القانوني ودعوا الوصل في حاله ودعوا عنكم التشكيك في النوايا واللعب على وتر المؤامرات ونظريات الاستهداف. عموما وبكل صراحة، وبعيدا عن الحيادية والموضوعية، فالقضية تمس القلب قبل كل شيء وتمس الوجدان قبل اللوائح، وتحرك العاطفة قبل القانون، فهل يعقل أن نصل إلى هذه الدرجة؟، وهل يعقل أن تكون باكورة مشاكلنا هذا الموسم أزمة من هذا النوع التي ستجعل كل المخولين بالإدلاء فيه أو اتخاذ قراره في موقف عصيب وصعب؟، فليس الوصل من يضع السكين على رقبته وينتظر من الآخرين أن يفصلوا رأسه عن جسد الدوري، وليس الوصل الذي يمكن أن يصل حاله ومستقبله وتاريخه بيد لجنة قانونية تحدد من خلالها القرار الذي يتعلق بمصير هذا الفريق بكل تاريخه وأرقامه وأسمائه وبكل ما قدمه لكرة الإمارات، ولكن أهل القانون لا يعرفون العاطفة ولا ينظرون للتاريخ ولا تحكمهم الميول بل تحكمهم العدالة والتي هي بالنسبة لهم فوق كل شيء. وأدرك شخصيا أن من يقود الوصل حاليا لديه من الإلمام والحجة والعقل التي لا يمكن من خلالها أن يضع الأمانة التي بعنقه في إدارة هذا النادي تحت المقصلة، وسيكون بمقدورهم أن يخرجوا من الأزمة بقوة القانون وبحجة المنطق. كلمة أخيرة بدأ الشك يتسرب في قلوب الجميع، من يا ترى خلف كل هذه التسريبات؟.. «اظهر وبان عليك الأمان».