هكذا كان المشهد منذ سبع سنوات تقريباً، في كأس آسيا للشباب في الخبر والدمام بالسعودية.. معظم هؤلاء اللاعبين كانوا بصفوف الفريق وقتها وكان مهدي علي مديرهم الفني، وكان مترف الشامسي والكثير من الوجوه الموجودة الآن في كانبرا بأستراليا. الأمل ذاته كان هناك واليوم يتجدد في مرحلة جديدة يخوض الأبيض بدايتها اليوم بمواجهة شقيقه العنابي القطري في مستهل مبارياتهما ببطولة كأس آسيا. المباراة في الحادية عشرة صباحاً لكنها لن تخضع بالطبع لذات الهواجس التي تحدثنا عنها بخصوص التوقيت..لا هنا ولا في قطر.. أتوقع أن يطل صوت المعلق من كل بيت ومقهى ومن كل مكتب في هيئة، وستكون الحالة كما يحدث عندنا في حجرة واحدة نحتضن الأمل ونتبادل الأماني.. لا ندري أين يجلس المدير ولا حتى أين نجلس نحن، نعرف فقط أين مركز عامر عبد الرحمن وعموري، وتقفز مع أحمد خليل وعلي مبخوت. ندور مع الحمادي وهيكل ووليد..هؤلاء من يحملون الأمنية وسافروا بها في النصف الآخر من العالم بينما نحن ننتظر. ويبدو مدربنا المهندس مهدي علي واثقا من لاعبيه ويؤكد أنه ذهب إلى أستراليا ليهدينا السعادة، وهي مهمة شاقة لكننا على ثقة أن هذا الجيل أهل لها وأن بإمكانه أن يعبر بنا إلى أدوار متقدمة في البطولة بعد سلسلة من الإحباطات رافقتنا في السنوات الأخيرة، آخرها كان في الدوحة مع كاتانيتش، حيث لم نسجل هدفاً واحداً واستقبلنا أربعة أهداف وخرجنا من الدور الأول كحالنا في آخر ثلاث بطولات منها بطولة 2007 التي حققنا فيها الفوز على قطر بهدفين نظيفين. أدرك أن التاريخ يكتبه الأقوياء والتغيير سمة فيه والتاريخ لا ينتصر لنفسه لكنه ينتصر لمن يدفع الثمن ويستحق أن يسجل في صفحاته، وإذا كانت بطولة عام 1996 قد شهدت حضور الأبيض بالمربع الذهبي فأنا أصدق أننا الآن أروع وأقوى وأكثر شباباً، لا زلت أعيش مع هذا الجيل في الدمام ويومها لم يكترثوا بأحد وكانت كل آسيا هناك وذهبنا نحن في انتظار أن نعود سريعاً فكنا آخر من عاد ومعنا الكأس والمجد والفرحة. كلمة أخيرة: الطريق يُعرف بأوله.. والعزم يصنعه الرجال