العمل له طريق واحد، وسبيل محدد، وهو أن تعمل.. أن تحدد أهدافك وتصل إليها، ويجب أن تكون تلك الأهداف قابلة للتحقيق، وأن تبتعد عن المثالية والعموميات و«المط» والتشتيت.. مثلاً أريد أن أنجح في الثانوية وأن أحقق مجموعاً يؤهلني لدخول كلية الطب، وبما أن مستواي في الفيزياء أو الكيمياء ليس على ما يرام.. إذن لابد من التقوية في تلك المادة، وهكذا.. لكن أن يكون الهدف أن أنجح فهذا هدف الجميع، مثلما هدف اتحادات الكرة في العالم كلها أن ترتقي وأن تكون ضمن النخبة وأن تؤهل منتخباتها لتحقيق البطولات. كلام في كلام، لكنه عندنا يتبلور في كلمة وهي الاستراتيجية، مثل تلك التي أعلن عنها اتحاد الكرة وجعلها من مرحلتين، دشن إحداهما وأجّل الأخرى، وعن نفسي وعندما أجد كلمة استراتيجية وإذا ما كانت «فضفاضة» بهذا القدر فإنني لا أملك إلا الدعاء بأن تكون الثمرة على قدر النية. أقبل أن تكون الاستراتيجية التي أعلن عنها اتحاد الكرة إدارية ولا بأس بذلك إطلاقاً فالكثير من مشاكل اللعبة إدارية، ولكن ما لا أفهمه لماذا يصر اتحاد الكرة على أن يسير في طريق غير الطريق، ولماذا يتجاهل ناسياً أو متذكراً شركاءه في المسيرة، مثل لجنة المحترفين والأندية واللجنة الفنية، فالجهة الوحيدة التي استعان بها وبرأيها كانت الهيئة العامة لرعاية الشباب وهي هيئة لا صلة لها من قريب أو بعيد بالأمر إلا إذا كان أخذ رأيها استشارياً باعتبارها «حجة» في الإدارة، ولو كانت كذلك لنفعت نفسها. أما إشادة «الفيفا»، فقد اعتدنا عليها في كل الأحوال، سواء الاستراتيجية أو غيرها، وأكثر ما يعنيه في تلك الورش أنها ستكون فرصة لوفود «الفيفا» للحضور والترحال. كما أن الشق الفني غاب تماماً عن الاستراتيجية فلا خطط لتطوير المنتخبات والمسابقات، وهو ما اتسق مع عدم الاستعانة برأي المعنيين بالأمر. أيضاً.. لا أفهم حاجة تلك الاستراتيجية إلى عشرة ملايين سنوياً من أجل ورش فقط، وهو ما يمثل عشر ميزانية الاتحاد، للصرف منها - على حد قولهم . أدرك أن نوايا اتحاد الكرة كبيرة، ولكن النوايا وحدها لا تكفي، ومنذ فترة والاتحاد قرر أن يسير وحده دون شركاء، وهذا سبب كاف للغضب، لأنه يحتكر الأمور بديكتاتورية ليس لها ما يبررها. كلمة أخيرة: الذين اخترعوا «الاستراتيجيات» أرادوا أن يغرقونا في التفاصيل.. الكوادر أصل التطوير والتغيير