خالدون في القلوب وإن رحلوا، أولئك الرجال الأفذاذ ممن يشهد لهم الوطن بالبذل والعطاء، تظل سيرتهم العطرة تزهر، ويغمر عبقها الكون جوداً وإحسانا، يضعون بصماتهم الندية أينما نادى واجب عون الآخرين. تلك هي السيرة العطرة الطيبة للمغفور له بإذن الله الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان، وقد تجلت إحدى مآثرها في مدينة العين، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية يدشن في مدينة الواحات جامعاً يحمل اسم رجل غادر دنيانا الفانية منذ أعوام عدة، ولا زال حاضرا بسيرته وأعماله. جاء بناء المعلم الذي يتسع لألف مصل ليكون درة من درر العمارة الإسلامية، ومنارة مضيئة لرسالة دين الحق الذي تحرص الإمارات على تقديم الوجه المشرق والحضاري له. ورغم الرحيل السريع والمباغت للفقيد تحفل مسيرته بالعديد من المحطات المضيئة والإنجازات الجليلة، إنْ في العمل الحكومي من خلال موقعه بوزارة المالية، أو في صدارة العمل الخيري والإنساني وبصماته في مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، لتنثر جود الإمارات في شتى بقاع الأرض، من دون تمييز للون أو عرق أو معتقد على نهج القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه. محطات عدة، تبرز منارات للعطاء تحمل اسم أحمد بن زايد رحمه الله، تنقل رسالة آمن بها، وقناعة بأن الجود والخير هما زاد الإنسان لخدمة أخيه الإنسان. قبل نحو ثلاثة أعوام كانت منارة للإسلام ترتفع باسم أحمد بن زايد في العاصمة الأفغانية كابول، وتضم معها ما يعلم ويفقه المسلمين هناك بأمور دينهم ورسالته الوسطية والاعتدال التي جاء بها. وقبل ذلك، وفي الأرض التي شهدت لحظاته الأخيرة، ارتفعت دار للرعاية الاجتماعية تحمل اسمه في محافظة تمارا المغربية، التي قال العاهل المغربي محمد السادس لدى تدشينه لها “ إن الفقيد كانت تربطه علاقات إنسانية متميزة بالمملكة المغربية، ويحظى بتقدير عال من طرف فئات عريضة من سكان المنطقة”. مآثر جليلة تجسد روح العطاء وديمومة وصول الخير للمحرومين. رحم الله أحمد بن زايد، وبارك في صروح خير تحمله ذكراه الطيبة لأمثاله من الخالدين في القلوب والوجدان.