استقال أحد أعضاء أكبر اتحاداتنا من دون مقدمات، وظهر تساؤلان حيال هذا الخبر، لماذا هذه الاستقالة؟.، وماذا قدم هذا العضو أصلاً طوال مشواره في الاتحاد؟ أنا لست معنياً بالإجابة عن هذه الأسئلة، ولكني معني بالبحث عن حقيقة هذه الاستقالة فوجدت أنها مضحكة مبكية، كالكوميديا السوداء، فالعضو إياه الذي أراد أن يقدم خدمة للجنة التي يترأسها فجاء بجهة راعية لها، ولكنه اشترط أن يوقع هو عليها وأن يظهر في المؤتمر الصحفي الخاص بالحدث وأن يقف أمام الكاميرات كالبطل المبجل لأنه تمكن بفطنته أن يجلب شركة راعية لأنشطة ثانوية في الاتحاد. النظام الأساسي والعرف العام يمنعان كل ذلك، وكلنا يعرف أن الاتفاقيات الخارجية يجب أن توقع من خلال الرئيس أو نائبه أو الأمين العام، فلماذا يريد هذا العضو أن يكسر هذه القاعدة، فهل بات هذا الاتحاد «عزبة» لهذه الدرجة كي يوقع أي عضو فيها مع الجهات الخارجية ويتفق أي عضو فيها مع شركة خاصة ويعتمد من خلالها توقيعه، وهل إن قدمت عزيزي العضو المستقيل خدمة للاتحاد الذي تعمل فيه تطوعا على الجميع إن يصفقوا لك ويقفوا خلفك وينفذوا طلباتك، وإن لم يحدث ذلك تستقيل وترحل وتغلق هاتفك كالأطفال. عزيزي العضو المستقيل ماذا قدمت لاتحادك الذي تعمل فيه كي تغضب بهذه الطريقة، فاللجنة التي تتواجد فيها «مليانة» نكسات وصدمات وإخفاقات ومشاكل، واللجنة الأخرى لم نسمع بها سوى يوم تشكيلها ويوم استقالتك منها. لا زالت أتذكر بعض الأسماء التي كانت تقدم نفسها لوسائل الإعلام وتذهب إلى الأندية كي تأخذ أصواتها وتقدم اقتراحاتها وكان كل هدفهم هو الصالح العام، ولكن حين نجحوا وتمكنوا تبين لنا عكس ذلك، فهذه النوعية خدعتنا وخدعت الأندية، فاجتهادها من أجل أمجاد شخصية وعملها من أجل «فلاشات» الكاميرا الفوتوغرافية ولقاء تلفزيوني مسجل وأشياء أخرى لا نعرفها، أما الصالح العام فهو قناع سرعان ما سقط في أول اجتماع عقد بعد الانتخابات. كلمة أخيرة الاستقالة في العرف العام تعتبر موقفاً شجاعاً في الكثير من الأحيان، ولكن في حال «صاحبنا» لا يمكن أن نطلق عليها إلا بالتمثيلية المكشوفة.. هزلت!