الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فييرا وجه واحد

10 يناير 2015 23:16
عرفت المدرب البرازيلي جورفان فييرا عن قرب نسبياً يوم كان مدرباً للمنتخب العراقي الذي جاء حاملاً كأس الأمم الآسيوية عام 2007، خلافاً لكل التوقعات، وكأن الذي حصل كان بدعاء الأمهات ليس أمهات اللاعبين، وإنما أمهات العراقيين جميعاً، إذ كانت أيام ذلك العام أياماً لا متسع بين دقائقها لأي نوع من أنواع الترفيه أو حتى الراحة، بل حتى التفكير بصباح يوم جديد ينبثق من وراء جبال الرعب شاقاً غمام اليأس.. في تلك الأيام حمل فييرا بجسده الضئيل وخلقه الكبير اللاعبين العراقيين على أكتافه ليحملوا هم من بعد ذلك الكأس الآسيوي الذي استثمر خير استثمار من الجميع في العراق أي من كل من كان على أرض السواد قي ذلك العام من العراقيين وغير العراقيين، فما زلت أتذكر حرفياً التصريحات التي كانت تطلق داعية السياسيين للاقتداء بالرياضيين تفانياً وإخلاصاً للوطن. وعلى الرغم من هذا الحجم الكبير للفوز الذي أخذ من المعاني ما لا يحتمل أحياناً على وفق السياقات الرياضية إلا أن فييرا ظل إلى حد بعيد منزوياً في الصورة التي تصدرها من لا يستحق أن يكون فيها، بل إنه ومن عجائب الأمور تعرض إلى النقد اللاذع تحت لافتة أن الأسود لم تكن بحاجة إلى مدرب لأنها لعبت بالغيرة العراقية، والشحن الذي كانت تبثه فيهم الاتصالات اليومية للمسؤولين، حتى ضاع حق المدرب الهادئ في توثيق الحدث.. ولم يعرف من أضاعوا حقه ما ارتكبوا إلا بعد أن حل زميله في المهنة مواطنه زيكو، الذي جعل من نجوميته ناراً يتقلب عليها أهل الكرة والإعلاميين الرياضيين على حد، سواء لأنه كما يقال في العامية العراقية «أبو خشم يابس»، والكل محيط بالمعارك التي خاضها المدرب النجم مع اتحاد الكرة العراقي الذي جره زيكو إلى المحاكم ماسحاً بسمعته الأرض كما يقال في أفلام الأكشن.. هذه الصور تراءت لي، وأنا أتابع فييرا محللاً لمباراة افتتاح الأمم الآسيوية بين فريقه الذي لم يغادره إلا منذ أسابيع بعد ما حدث في خليجي الرياض المنتخب الكويتي وبين نظيره الأسترالي صاحب الضيافة.. كعادته الرجل يسعى لأن يكون موضوعياً، وهو سعي غير يسير لمن في حاله، لأن للعواطف تدفقاً عليه أن يكبحه وقد صار محللاً رياضياً ليخلف هو في الاستوديو من صار هو سلفاً له في تدريب المنتخب الأزرق، وهي دورة الأيام التي لم تغير فييرا لأنه يتمتع بروح رياضية عالية تاركاً المتجادلين فيه يستمرون في جدلهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©