عندما لعب المنتخب الإماراتي في «خليجي 22» وخرج، صفق له الجميع لأنه قدم أداءً جيداً، ولم يحالفه الحظ، ما يعني أن الجمهور والإعلام الإماراتي لا يقسو على منتخبه ولا على مدربه ولا يحكم على النتائج فقط، كما يحدث في كثير من بلدان العالم، بل هو جمهور «الحلوة والمرة»، لهذا فالمنتخب الذي سيدخل اليوم امتحانه الآسيوي الأول أمام الشقيق القطري، يعي تماماً أن الأداء والقتالية هما جواز العبور لقلوب الناس قبل النتائج، وهو ما يخفف الضغط عليه وعلى إدارته، ولا أعتقد أن أحداً ما طالب «الأبيض» بالعودة بالكأس الآسيوية، وأولهم رئيس الاتحاد الأخ والصديق يوسف السركال في حديثه لصدى الملاعب قبيل سفره لأستراليا، وهو يعي ويرى الفوارق بين شرق القارة وغربها، ويعي أيضاً أن كرة القدم تخدم من يخدمها ويقاتل من أجلها، ويعي أن مجموعته قد لا تبدو قوية للبعض، ولكنها في الواقع مجموعة صعبة وصعبة جداً، لأن كل فرسانها حافظون بعضهم بعضاً وبينهم «ديربيات» مثل لقاء الافتتاح أمام الشقيق القطري وبعده لقاء البحرين ليختتم بإيران. وشخصياً أراها مجموعة قوية، ولكنها ليست مرعبة، ويبقى أكثر منتخبات هذه المجموعة توازناً وأكثرها تجانساً هو المنتخب القطري، لهذا فإن مباراة الافتتاح هي المفتاح للآمال الإماراتية في البطولة الآسيوية، وأعتقد أن أبويعقوب حدد الأولوية الإماراتية، وهي التأهل للربع نهائي أو الدور الثاني، وعندها تصبح مسألة أن تكون بين الأربعة الكبار مسألة تسعين دقيقة لا أكثر، وبالتالي فأمنيته أن يكون الأبيض بين الثلاثة الأوائل ليست أمنية مستحيلة، ولكنه لم يطالب باللقب وبالتالي، فقد أمسك بالعصا من منتصفها تقريباً، ولم يحاول وضع الضغوط على المنتخب، لا بل جدد لمدربه مهدي علي قبل البطولة، وهي رسالة قوية للمدرب وللاعبين. وفي الوقت نفسه، طالب الجميع بعدم الضغط على المنتخب وأولهم الإعلام، ولا أعتقد أن الإعلام الإماراتي بحاجة لهذه التوصية، لأنه من أكثر الإعلام العربي، وحتى العالمي تحلياً بالصبر والموضوعية وعدم الانفعال تماماً كما الشخصية الإماراتية نفسها، وأتذكر عام 2007 وتحديداً في افتتاح «خليجي 18» بالإمارات يوم خسر المنتخب المباراة الافتتاحية أمام عُمان.. يومها توقعت أن يتم إقالة المدرب، ولكن شيئاً من هذا لم يحدث،وكانت النتيجة أن توجت الإمارات في النهاية بأول ألقابها الخليجية . إذن كل شيء جاهز للأبيض كي يُعطي أحسن ما عنده، لأنه يعرف بكل بساطة أن الجميع معه.