أقدم مجلس أبوظبي للتعليم على تجربة جديدة، تمثل بصمة ونقلة نوعية في مسار العملية التربوية والتعليمية في المنطقة بأسرها، بإعلانه إعادة هيكلة نظام التعليم الثانوي أو الحلقة الثالثة من خلال إلغاء التشعيب أي قسمي الأدبي والعلمي. وتبني منهج دراسي مبتكر. بحسب ما أعلن المجلس في مؤتمره الصحفي الأسبوع الفائت. تنفيذا لرؤى وتطلعات القيادة الرشيدة. المجلس يراهن على التجربة الجديدة التي ستبدأ من العام الدراسي المقبل لصف الحادي عشر، وللصف الذي يليه أو ما يسمى بالثانوية العامة في العام الدراسي الذي يعقبه. الخطوة جاءت لمعالجة خلل حاصل من ثمار جراء ذلك التشعيب مع زيادة إقبال الطلاب على القسم الأدبي مقارنة بالعلمي، لاعتبارات عدة، لعل في مقدمتها صعوبة المواد العلمية جراء ضعف التأسيس، وزاد من تلك الصعوبة قرار تدريس تلك المواد باللغة الإنجليزية، والتي كان الطلاب، وبالذات في مدارس المجلس يعانون ضعفا كبيرا في الاستمرار بها نتيجة ضعف التأسيس. هذا الضعف الملحوظ انكشف مع تطبيق المجلس كذلك لتجربة «النيتف سبيكرز»، والذي مثل حينها نقلة لم يكن الطلاب ضعفاء الأعداد والتأسيس على استعداد لها، حتى بدأ الوضع يستقيم مع استمرار التجربة وتصعيد الطلاب للمراحل التالية من التعليم. الخطوة الجديدة جاءت، وهي تركز الاهتمام على متطلبات اقتصاد المعرفة، وما تحمله رؤية ابوظبي 2030. واحتياجات سوق العمل. إذ لا يمكن القبول بذلك الرهان في ظل تزايد توجهات الطلاب باتجاه الأدبي على حساب تخصصات «العلمي». والدليل النسبة التي كشف عنها المجلس، حيث أوضح أن 79? من الطلبة، وبالأخص المواطنين يعزفون عن القسم العلمي. ما نأمله أن يحقق المنهج الجديد الذي تبناه المجلس التطلعات المنشودة، ويتيح الفرص للطلاب لاكتشاف قدراتهم وميولهم العلمية والعملية بصورة واقعية تترجم الغاية من العملية التعليمية والتربوية، منح التجربة المجال والوقت لتؤتي ثمارها. ودون ذلك ستتحول لتجربة تضاف لجملة تجارب شهدها الميدان على مر السنوات والعقود الماضية. التفاؤل كبير على هذه المخرجات الجديدة للمنهج الجديد، والعبرة بالنتائج وشفافية أداء المجلس باطلاع أولياء الأمور الشركاء الأساسيين له في الميدان بنتائج وتطورات التجربة، ولكل مجتهد نصيب في عملية بناء وأعداد أجيال المستقبل.