عندما يلتقي الأخضر السعودي مع التنين الصيني اليوم فإن كل آسيا تستعيد ذكريات نهائي بطولة سنغافورة الذي أقيم يوم الأحد 12 ديسمبر 1984، حيث تواجه الفريقان تحت الأمطار الغزيرة «كالتي تشهدها القاهرة حالياً»، ونجح المنتخب السعودي في التعامل مع تلك الأجواء المناخية المعاكسة، وسجل شايع النفيسة الهدف الأول بعد 12 دقيقة فقط. ومع بداية الشوط الثاني أحرز ماجد عبد الله واحداً من أجمل أهداف البطولة، إذ استقبل الكرة من منتصف الملعب، وانطلق بها متجاوزا كل من قابله من الفريق الصيني إلى أن انفرد بالمرمى، وسجل الهدف الثاني الذي كان أشبه برصاصة الرحمة لطموحات الفريق الصيني، وخرجت الصحف في اليوم التالي بعنوان عريض يقول «الأخضر يتجاوز سور الصين العظيم ويعتلي عرش آسيا للمرة الأولى في تاريخه. ويبقى السؤال: هل لا يزال الأخضر على نفس مستواه قبل 30 عاماً، أم أن الزمن غير الزمن والأخضر غير الأخضر الذي يعاني حالياً من عدم الاستقرار حتى أنه المنتخب الوحيد في العالم الذي تعاقد مع مدربين اثنين في آن واحد، أحدهما مؤقت والآخر لما بعد البطولة. ×××× فوجئت بإعلان الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الأردني نائب رئيس الاتحاد الدولي عن قارة آسيا، ترشحه لمنافسة السويسري جوزيف بلاتر على رئاسة «الفيفا»، فمنافسة بلاتر أشبه بعملية انتحارية، قياساً بما حدث للسويدي لينارت يوهانسون في انتخابات 1998 ومع عيسى حياتو في انتخابات 2002، وما جرى لمحمد بن همام في الانتخابات الأخيرة التي انتهت باعتزال بن همام للعمل الرياضي. ونتمنى أن يعيد سمو الأمير النظر في قراره لأن كل الطرق تؤدي إلى نجاح بلاتر في الاستمرار رئيساً للفيفا لولاية خامسة، بعدما نال دعم وتأييد الجمعية العمومية للاتحاد الدولي في اجتماعات ريو الأخيرة التي عقدت قبل انطلاق مباريات كأس العالم، الجمعية العمومية للاتحاد الآسيوي «47 عضواً»، والتي ينتمي إليها سمو الأمير بادرت بإعلان تأييدها لبلاتر. إذاً الأمر محسوم وعلى سمو الأمير أن يفكر ويفكر قبل الاستمرار في تلك المغامرة، لأن الدخول في منافسة مع بلاتر أقرب للدخول في عش الدبابير!.