قال نبيل معلول قبل المباراة إنه سيفوز، أو أنه حان دور منتخبات الظل، وقال أيضاً إن المنتخب الكويتي لن يكون سهلاً، وأنه سيواجه المنتخب الأسترالي بكل قوة.. وقال أيضاً إن بإمكان منتخب الكويت كسر التوقعات.. ويبدو أن معلول مثل بعض مدربي المدارس القديمة.. يعتقد أنه بالمعنويات والتصريحات وشحذ الهمم والتحدي على أوراق الصحف ستقوده لتحقيق مفاجأة.. ولكن كل ذلك تحول إلى وهم.. بعد أن خسر من أستراليا بالأربعة وبالرأفة. ويكفي أنه لعب بمهاجم وحيد في أول مباراة دولية له وفي افتتاح كأس آسيا وأمام منتخب مستضيف مثل أستراليا ليتأكد الجميع أن «معلول» جاء من مدرسة انتهت صلاحياتها اسمها الحماس والصراخ والكلام والعناد. والجلوس على مقاعد التحليل.. وعرض الحالات الفنية.. وشرح أسرار الفوز وأسباب الخسارة من أمام شاشات التلفاز، والتحدث بكل ثقة أمام المذيع أمر صعب، ولكن إن أردت العمل الحقيقي، عليك أن تذهب إلى مباراة افتتاحية في بطولة كبيرة، ولا تكتفي فيها بالتصريحات ومصادقة الصحفيين والظهور في كل وسائل الإعلام وكأنك لم تصدق إنك أصبحت مدرب منتخب كان كبيراً يوماً في هذه القارة. حسين فاضل القادم من دورينا هو أول من سجل في البطولة، وسامح الله مدربه الذي نسي أنه القائد الفني والمسؤول الأول، وبدلاً من أن يوجه فريقه ويحذره بدا واقفاً وعاجزاً. وحتى في الشوط الثاني لم يتغير شيء.. لعب الكويتيون بالأسلوب نفسه وكأنهم لا زالوا متقدمين، وهذا ما يدل على أن المدرب لا زال يفكر كيف سيلعب.. ولولا العارضة وتألق الحارس «القلاف» لشاهدنا نتيجة تاريخية، تثبت حينها أن ليست الكويت هي منتخب الظل.. بل من يقودهم فنياً يعاني من عقدة الظل، ولا يدرك إلا لغة الكلام والتصريحات. ولن نلوم لاعبي الكويت لأنهم مجموعة «موظفين» مهمومين واجهوا منتخب محترف وجاد للغاية. كلمة أخيرة إذا تعودت أن تكون في الظل وتحت الإضاءة وبين أجهزة التلفاز والتكييف بالتأكيد ستجر من معك إلى هذا الظل الذي ترعرعت فيه.