الكثيرون ينتظرون أن يقرأوا كلاماً عن قمة السوبر التي جمعت بين العين والأهلي، ولكن لظروف سفري إلى الرياض، وحفاظاً على توقيت إرسال المقالة، لهذا أكتب عن حدث أكبر في نظري، هو الحفل السنوي التاسع الذي أقيم في أبوظبي الثلاثاء، لتكريم أصحاب الإنجازات، فالرياضة ليست فقط كرة القدم، رغم اعترافنا أنها اللعبة الشعبية الأولى في العالم، ولكن إنجازات الإمارات، لا بل إنجازات كل العرب الرياضية العالمية، كانت عبر ألعاب فردية في الرماية والمصارعة والملاكمة والسباحة وألعاب القوى والجودو والكاراتيه، وحتى الشطرنج، وليس في كرة القدم التي نصل من خلالها خجولين لنهائيات كأس العالم، ونغادر من الدور الأول أو الثاني على أحسن الأحوال، أو نفوز ببطولة قارية، ولهذا علينا أن ندعم بقية الألعاب معنوياً قبل مادياً، وهو ما فعلته الإمارات في هذا الحفل السنوي، ودعمته بإطلاق جائزة التميز، وكان لافتاً أن شخصية العام الرياضية ذهبت إلى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، والسبب ليس لأنه بطل للعالم للقدرة بفرنسا 2014 وصاحب ذهبية القدرة في كأس ملكة بريطانيا لمسافة 120 كيلو متراً، ولكن لأنه أيضاً شخصية رياضية يمارس القفز المظلي الحر والغوص وكرة القدم، ويجسّد روح الشباب الإماراتي قولاً وفعلاً ويمثل روح بلاده المتوثبة نحو المركز الأول في أي عمل أو تحد تجد نفسها فيه ما جعلها من الدول المتقدمة في العالم. وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم رأى في التكريم، أنه أرفع الأوسمة التي يمكن لرياضي إماراتي تقلدها، وأنه أغلى الجوائز التي يمكن إحرازها على الإطلاق، والسبب أن قيمة أي بطولة تزيد وتعلو عندما تقترن بتكريم رفيع وغال يحمل اسم صاحب السمو رئيس الدولة، فالحرص على المشاركة في البطولات العالمية والمحافل الدولية حافزه الأول غيرة وطنية تدفعنا جميعاً دائماً للاستفادة من الفرص كافة التي تمكننا من رفع اسم وعلم الإمارات عالياً، وهو هدف نسعى دائماً لتحقيقه في أي وقت وكل مكان. هذه روح الإمارات وهؤلاء هم قادتها ورياضيوها ومن يعرف شعب الإمارات سيدرك أن التميز هو كنية كل واحد منهم على اختلاف أسمائهم وقبائلهم وأنسابهم.