أراد بعض أعداء الأمة اختبار صبر دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ذلك البعض الذي يلعب بالنار في اليمن الشقيق. وأعتقد بأن ما تعلنه دول المجلس في بياناتها منذ بدء الأزمة اليمنية بأن أمن اليمن من أمنها نوع من الشعارات والتصريحات للاستهلاك، فمضى في غيه وعبثه، وأنقلب على الشرعية هناك، وسمح لنفسه أن يكون أداة بيد قوى إقليمية وفلول يمنية متعطشة للسلطة، حتى باغتتهم «عاصفة الحزم» بقيادة الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، ومشاركة الإمارات وشقيقاتها الخليجيات، ودعم الأشقاء العرب والمجتمع الدولي. «عاصفة الحزم» رسالة قوة وحزم لأولئك العابثين ممن أصابهم عمى الألوان، ولم يعودوا يميزون بين المراهقة السياسية وعبث التعطش للعودة إلى الحكم، وبين امن دول مجلس التعاون الخليجي التي ترفض جر اليمن إلى الهاوية التي يريدون وضعه فيها، والقذف به في أتون الصراعات المذهبية والطائفية والتشظي الذي يمارسونه في كل مكان، وغير بعيد عن منطقتنا الخليجية. «عاصفة الحزم» انتصار لأهلنا في اليمن، وصياغة جديدة لمفهوم الأمن الخليجي ومرحلة جديدة من تطوره بأخذ زمام المبادرة في الدفاع عنه، ورفض أي محاولة للعبث والإخلال به. ونواة تعاون أشمل في بناء استراتيجية عربية جديدة تحافظ عليه ضمن هذه المنظومة في عالمنا العربي الذي تشهد العديد من مناطقه حالة من عدم الاستقرار والاضطراب السياسي جراء عبث محترفي الشعارات، والمتاجرين بالدين ممن أرادوا السطو على طموحات وتطلعات الشعوب في الحياة الكريمة والمستقبل الآمن فيما يعرف بالربيع العربي الذي تحول خريفا وخرابا. الارتياح والدعم الشعبي الخليجي الواسع لانطلاق «عاصفة الحزم» يؤكدان مجددا ما كان يمثله القلق من عبث الحوثيين، ومن يقف خلفهم على أمن واستقرار منطقتنا، وما كان يسعون إليه من وراء إفشال المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية لإخراج اليمن الشقيق من النفق الذي أدخلوه إليه. نتمنى أن تكون «عاصفة الحزم» مقدمة لبناء يمن جديد، يجنى ثمار هذا الجهد الخليجي الحريص على أن ينعم هذا الجزء الغالي من منطقتنا بالأمن والاستقرار والرفاه والازدهار، ويكون حصناً منيعاً على العابثين بمقدرات وثروات الشعوب، وعلى فلول الإرهاب والإرهابيين الذي اعتقدوا في يوم من الأيام أنه سيكون ملاذهم الآمن.