من الأفكار الجميلة الاهتمام بالفنون التشكيلية على وجه الخصوص، وإخراج اللوحات الفنية من المعارض والقاعات والصالات المغلقة إلى الناس، حيث الحركة اليومية فيعانق هذا الفن الرفيع أنظار الناس في كل الأوقات. وقد عرفنا منذ فترة طويلة في دبي مناظر اللوحات الإعلانية في الشوارع، صغيرها وكبيرها، وهي وسيلة فنية مؤثرة قي التعبير والتأثير. لقد انتهجت هذا الأسلوب بعض المنتوجات العجيبة والغريبة، وكذلك المطاعم والسوبر ماركت والبقالات، وبات من الضروري الاستفادة من هذه التجربة وتحويل الفكرة إلى الجانب الثقافي عبر استغلال أحدث المواصلات في الإمارات، وهي المترو الذي يجوب مدينة دبي. وإذا كانت هذه الوسيلة الحديثة جاذبة لمحبي الحديث والتجريب، فإن فكرة تحويل القطار إلى معرض متنقل، لا شك أنها فكرة جميلة ورائدة في تعريف الجمهور بالفن التشكيلي وتقريب المنظور الفني والإبداعي للجميع. المترو نفسه صورة جميلة عن الإمارات وتقدمها وحداثتها. ولعلّ مشروع القطار الذي سوف يربط الإمارات من أقصاها إلى أقصاها، سوف يقدم الإمارات على أنها أهم منطقة في وسائل النقل الحديث وسوف يزيد حركة العمران، وربما ظهرت مناطق وضواحي جديدة. فالقطار الذي يعبر الصحراء من السلع إلى الفجيرة، لابد أن تظهر له محطات كثيرة. أهم شيء في المدن هو أن تكون لديك بنية تحتية وشبكة من الطرق والمواصلات المتطورة حتى تستطيع أن تتقدم مع الجديد وتواكب المتغيرات. وهذا ما نلمسه في دبي وأبوظبي. وإذا انتقلت الفكرة من العمل والإنتاج والبناء والتشييد العمراني إلى النظرة الفنية والإبداعية، وإعطاء الجانب الثقافي والمعرفي دوراً في هذا العمل الكبير، فإن هذه الرؤية بالتأكيد سوف تكون داعمة ومشجعة لكل عمل إبداعي. إن ظهور هذه اللوحات الفنية على أحدث وسيلة نقل في الإمارات/ المترو، سوف يمثل رؤية صائبة في استغلال وسائل المواصلات في الشأن الثقافي والفني. المترو بحد ذاته لوحة جميلة تعبر دبي كل يوم، وتعطيك انطباعا مختلفا عن المدينة، وكثيراً ما تشاهد أفرادا يراقبون بفرح عبور القطار، وربما لوحت له الكفوف معلنة أن هذا المنظر يستحق تجربة ركوبه ولو لمسافة قصيرة. هكذا تأتي الإمارات بالجديد والجميل المبهج لأنها أرض الحب والجمال والسعادة التي تعطيها للجميع.