لم تشأ دولة الإمارات أن تكتفي بلقب عاصمة الكرة الآسيوية، بفوزها باستضافة نهائيات كأس أمم آسيا لعام 2019، للمرة الثانية في تاريخها، فانتزعت لقب عاصمة الكرة العالمية لمدة عامين كاملين، عندما رأى الاتحاد الدولي أنها المكان المثالي لاستضافة كأس العالم للأندية عامي 2017 و2018، وهي ثقة تستحقها الدولة التي تسابق الزمن وتثبت في كل المناسبات أن الرهان على إمكاناتها وكوادرها التنظيمية في محله دائماً، ويكفي أنها خلال أيام معدودة سجلت (الهاتريك) باستضافة بطولتين مهمتين خلال 3 سنوات. ولو لم تكن الإمارات قد أبهرت كل آسيا عندما استضافت كأس آسيا عام 1996، ولو لم تكن قد أدهشت العالم عندما استضافت بطولة كأس العالم للشباب عام 2003 وكأس العالم للناشئين عام 2013، ومونديال الكرة الشاطئية، ما نالت كل تلك الثقة ولما أضحت عنواناً دائماً للنجاح والتميز، ولم لا وهي دولة لا يرضي طموحاتها سوى المركز الأول. ولأنها تستضيف (الموندياليتو) للمرة الثانية، فإن من حقنا أن نتفاءل بمشاركة أحد أندية الإمارات وهو يحمل لقب كأس آسيا، بدلاً من مشاركة شرفية لحامل لقب بطولة الدوري، كما حدث عندما مثل الأهلي الكرة الإماراتية في نسخة 2009 التي كسبها برشلونة وسط دموع جوارديولا التي انهمرت على أرض الإمارات، أو عندما شارك الوحدة بطل الدوري والتي كسبها إنتر ميلان. اضطر الاتحاد الدولي إلى رشوة الأندية الأوروبية من أجل الفوز بموافقتها على إقامة مونديال 2022 بقطر خلال أشهر الشتاء لتبدأ البطولة في نوفمبر وتنتهي في ديسمبر لتجاوز مشاكل الصيف في منطقة الخليج، ليدخل مونديال الدوحة التاريخ باعتباره من المرات النادرة التي تقام فيها البطولة خلال فصل الشتاء، بعد أن كانت البطولات الماضية تبدأ في الأسبوع الثاني من شهر يونيو وتنتهي في الأسبوع الثاني من شهر يوليو. وللضرورة دائماً أحكام. لم يكن جوزيف بلاتر دقيقاً وهو يتفاخر بسنوات الخبرة داخل أروقة الاتحاد الدولي، وأن تلك الخبرة بمثابة برنامجه الانتخابي في المرحلة المقبلة، ولو كان بلاتر موضوعياً لاعترف بأن سنوات حكمه للفيفا كانت حافلة بالمشاكل، من بينها الفساد والحرب الشعواء على كل من يقترب من عرش الفيفا، وعدم الشفافية، وغيرها من المظاهر التي أضرت بسمعة أهم منظمة كروية في العالم!.