«الطريق إلى جهنم معبد بالنوايا الحسنة»، هذه العبارة تفيد من لم يستفد ولم يستعد لمواجهة الشر، تفيد الذين ينسابون كالماء من علو شاهق، إلى حضيض مقفر مكفهر نابت بالأشواك، والذين يندلقون نحو غايات المجهول فيقعون في أحضان من سوفوا وخسفوا ونسفوا وتعسفوا وخلطوا الغبار بالسعار وأحكموا النار والعار، في الرقاب والأعقاب. هذه العبارة، تدق أجراس الحذر في وجه من غفلوا واستغلوا الدين لأغراض شائنة خائنة، ولونوا المقدس بالمدنس، وشقوا طريقاً باتجاه التخريب والتثريب، والتكريب، وأشاعوا فقاعات ونفايات ووشايات وغوايات، وألبسوا الدين لباس التقوى المخاتل، وغلوا التعاليم السماوية بحكايات وغوايات ونهايات سوداوية بائسة يائسة عابسة. هذه العبارة تحرك في وجدان من غشاه النسيان، وانساق خلف المدجلين والأفاقين والكذابين والمنافقين، والمشعوذين، والمدلسين، الذين يغرر بهم من امتلك ناصية الحنث والخبث والرث والعبث، ومن كذب وتولى، وصدق أنه على الحق فأملى واستهوته الحكاية الكاذبة فصار يغرف ويعزف، ويجرف الدين بلسان أشبه بلسان الأفعى، فيلسع ويقمع، وينطح ويكبح، ولم يتق الله في وطن ولا إنسان، ولم يخف من يوم تشخص فيه الأبصار.. هؤلاء هم المغررون والمغرر بهم، هؤلاء هم الذين ارتدوا عباءة الحشمة ومن تحتها الزئبق السام.. هؤلاء هم الذين عاثوا فساداً في الوجدان والأوطان، وجاسوا خلال الديار يبحثون عن مبرراتهم الوهمية، يفتشون عن مسوغاتهم الخيالية، ويعلنون، وصاياهم على أتباعهم، والأتباع يلحقون الظل كقطط ضالة، ويتبعون السراب ظامئين لا يرويهم إلا دم الأبرياء. هذه العبارة مستعارة من قاموس الحياة، ولا حياة لمن لفظته القيم السامية، وانداح يبحث عن زمنه في اللازمن، هذه العبارة يجب أن يعلقها كل من يهمه الأمر على نحره، ليعرف أن الله حق، وأن الحب وحده الجدير ببناء وحدة الوجود ويحقق للإنسان أمنياته، أما الانسياق وراء الكذب وشعارات القتلة فإنما هو طريق جهنم المعبد بالنوايا الخادعة.