اعتصر الألم قلب كل إنسان بينما كان يتابع تفاصيل تلك الجريمة المروعة الأسبوع الفائت في منطقة الورقاء بدبي، والتي ذهب ضحيتها شاب في مقتبل العمر كان يستعد لإتمام زفافه في شهر مايو المقبل، واثنان من أصدقائه وهما نزيلا العناية الفائقة، بعدما أصيبا بجراح وحروق إثر رش المهاجمين لهم بسوائل حارقة. شرطة دبي تحركت بسرعة، وجرى القبض على المتورطين في الجريمة، والنائب العام أمر بحبسهم، وستأخذ القضية مجراها أمام العدالة. ولكن تظل الحسرة والألم في القلوب، وتساؤلات عدة بانتظار إجابات من جانب الإدارات والجهات المختصة، وفي مقدمتها الشرطة. المشكلة أننا ومع كل واقعة وجريمة مؤلمة كهذه، ويكون طرفها سلاح أبيض، ترتفع الأصوات، وتتسارع المبادرات لتطويقها ومطاردة وملاحقة الأماكن التي تباع فيها وتجهزها للاستخدام كسيوف وسواطير، ناهيك عن المنافذ التي تدخل من خلالها أدوات ممنوعة كالصواعق وسوائل الرش الحارقة وغيرها من المواد التي تتحول إلى سلاح خطير بيد شلل المراهقين والأحداث ممن تستهدفهم عصابات الترويج لاستقطابهم نحو أنشطتها الإجرامية. وملفات الشرطة حافلة بمثل هذه الوقائع، حيث تجد فيهم صيدا سهلا. وتمضي الأيام وننسى الأمر حتى نستفيق من جديد على واقعة مؤلمة أخرى، وضحية جديدة من ضحايا ظاهرة دخيلة تطل على هذا المجتمع الآمن من حين لآخر. شرطة دبي المشهود لها بالكفاءة العالية والاحترافية يتطلع لها الجميع لبلورة مبادرة، يمكن أن تطرح على مستوى الدولة لمتابعة الأحداث والمراهقين وشلل الذين يتخيلون أنفسهم «فتوات» الفريج أو المناطق هنا وهناك. خاصة من أصحاب السوابق، كما في جريمة الورقاء التي ذُكر إن أحد المتهمين كان قد خرج للتو من السجن. وإلى جانب ذلك تكثيف الحملات على تلك الورش التي يلجأ إليها هؤلاء الصبية لإعداد أدوات اعتداءاتهم، وتنفيذ ما في رؤوسهم من مفاهيم وقناعات خاطئة بأنهم يستطيعون تجاوز القانون من دون محاسبة، خاصة وأن مثل هذه الممارسات والتصرفات غريبة على مجتمعنا. نتمنى أن تكون هناك معالجة حاسمة وشاملة من شرطة دبي أو من قبل وزارة الداخلية لتطويق مثل هذه الجرائم، حتى لا تفجع أسرة أخرى بفقد فلذة كبدها على يد «بلطجية الفرجان» أينما وجدوا.