قمة رواد التواصل الاجتماعي، هي قمة الارتقاء بالإنسان وفكره وأخلاقه وتعاطيه مع الحرية، وتداوله المعلومة، وأخذه بناصية الثقافة ذات الهم المشترك والقواسم التي تبسط نفوذها على عوالم الإنسان الإبداعية. قمة الرواد، تجعل المسؤولية أكبر والالتزام لصيق الروح والقلب والعقل، تجعل الاستخدام لتكنولوجيا التواصل الاجتماعي مسألة لا حياد فيها، والانحياز هو نحو المسؤوليات الوطنية، والارتباط المشيمي بالأرض ولا خيار للإنسان غير ذلك، لذا فإن مثل هذه الاحتفاءات الجميلة، تبعث برسائل واضحة الإشارة إلى من يهمه الأمر وكل كل إنسان يود أن يتواصل مع الآخر مع الوطن، مع المواطن، مع المقيم أن يكون بمستوى هذه الأدوات الحادة، وبمستوى هذا البعد الإنساني الناضج قوّة وصلابة.. أن يكون جزءاً من مسام الجسد الواحد وجزءاً من مفاصل الوطن يعطي بقوة كما يأخذ برأفة يقدم ما لديه من دون تجاوز للعقل والضمير، يعطي لأجل أن يرتقي هو ومعه يرتقي الوطن. هذه القمة تسلط الضوء على الضمائر الإنسانية قبل أن تلمس شعرة من وسائل الاتصال نفسها، لأن الإنسان هو المحور والجوهر، الإنسان هو العقل المحرك لهذه الأدوات، وما ينبغي عليه، هو أن يتحدى نفسه وأن يتصالح مع الذات لأجل الدخول في الواقع من باب الألفة والمحبة، والتواصل الحميم، من دون الاستخدام الفج لمشارط التجريح، أو التفكيك، أو خلق فقاعات على سطح المياه الجارية.. هذه القمة في الدرس وفيها الموعظة الحسنة لكل من يريد أن يستفيد وكل من يود أن يتواصل مع الآخر من دون ضغينة أو ارتباك عاطفي أو اشتباك ما بين الوهم والحقيقة. هذه القمة نعمة الإمارات وقيادتها الرشيدة على العالم إذ تبدو سماؤنا لوحة تشكيلية رسمت بيد فنان أينعت الريشة بين أصابعه، وحلقت على الورق فأبدعت كل ما يدهش ويبهر، ويضيف إلى الإنسانية ما يسعدها ويملأ وعاء قلبها بالفرح والسرور. هذه القمة.. نغمة من سيمفونية العطاء الحضاري الذي تتمتع به الإمارات.