أحياناً أشعر بأنني أصبحت مملاً.. من كثرة التكرار الذي لا يجدي و«الأذان في مالطة».. أخجل من أن أعيد وأزيد في سوالف تجاوزها الزمن، لكن ماذا أفعل إن كان المسؤولون والمعنيون بالأمر لا يكترثون ولا يتورعون عن التكرار، رغم أنهم متأكدون أنه لا «يعلم الشطّار». كتبت هنا منذ يومين عن المجلس الذي عقده اتحاد الكرة، والذي خرج بتوصيات أشبه بمن «عرّف الماء بالماء»، فأوصوا بأهمية التأهيل البدني للاعبين، وضرورة الاستعداد المبكر للمنتخب، والعمل على أن يلعب اللاعبون الدوليون، وإعارتهم للأندية، وتوصيات من هذا القبيل، لا معنى لها ولا تفسير، سوى أنها كانت ليقال إن المجلس خرج بشيء.. أي شيء، وقلنا وقتها «يا ناس.. يا عالم».. ناقشوا ما نحتاج إلى قرار فيه.. ناقشوا مشاكلنا الملحة.. انظروا إلى اللوائح التي ضج بها الجميع إلا أنتم.. لن يعيبكم شيء إن قلتم إن اللوائح بها قصور، فهي ليست من اختراعكم ولم تحضروها من بيوتكم، ولكن للأسف فإن الكثيرين يتعاملون مع الأمر، وكأن على رؤوسهم «بطحة» أو كأن اللائحة من اختراعهم وبنات أفكارهم. وأمس الأول، عقد اتحاد الكرة ورشة عمل حضرها خبراء من «الفيفا» و«اليويفا»، عمر أنجارو، رئيس لجنة أوضاع وانتقالات اللاعبين بالاتحاد الدولي، والإيطالي ماريو جلافوتي الخبير المتخصص في اللوائح والقوانين بـ «الفيفا» و«اليويفا»، ورئيس لجنة الاستئناف الأسبق بالاتحاد الدولي لكرة القدم، وانتظرنا خيراً وأن تسفر تلك الورشة عن شيء، ولكن تخيلوا.. المجلس الودي الذي عقدناه أسفر عن توصيات بينما هذه الورشة لم تسفر عن شيء والمستشار القانوني لاتحاد الكرة، أعلن عن عدم رصد أي توصيات «تذكر» من الورشة، وذلك رغم استمرار النقاش على مدار يومين وطوال أكثر من 12 ساعة من النقاش الذي لم يكن سوى ضجيجاً بلا طحين وزرعاً دون ثمرة. من حضروا الورشة أجمعوا على أنها كانت تتحدث عن عالم آخر، وأن أحداً لم يتعرض لمشاكلنا من قريب أو بعيد، فقد ناقشوا بدل التعويض عن التدريب، ومدة التجربة التي يجب أن تتضمنها عقود انتقالات اللاعبين، وهي إشكاليات لم نتعرض لها ولم تطفُ كمشاكل على الساحة.. أما أن نتحدث مثلاً عن أزمة نقاط الشعب ودبي واللجوء إلى «الكاس» في حضور رئيس لجنة الاستئناف الأسبق بالاتحاد الدولي فهذا لم يحدث. بالله عليكم.. قولوا لي كيف لي كناقد أن أتعامل مع هذا «الانفصام» التام عن الواقع.. كيف أنظر إلى التكرار.. هل فعلاً «أعلم الشطار» أم أنني كالقابض على النار. كلمة أخيرة: الضجيج قد يمنعنا من أن نستمع لبعض الوقت، لكنه أبداً لن يخرس الألسنة