اليوم.. تكتب آسيا السطر الأول في بطولتها الكبرى.. اليوم تدور الرحى في التحدي البعيد القريب، بعيد عنا في النصف الآخر من العالم.. نطل عليه وكأننا في انتظار نبأ يأتينا من بعيد على متن سفينة أو جناح طائر.. وقريب لأن الأبيض هناك ولأننا في زمن لم يعد فيه بعيد. اليوم يبدأ الصراع بمباراة الافتتاح بين الأزرق الكويتي وأستراليا صاحبة الأرض والجمهور والسيول التي لا نعتادها مثلهم، ويتسلح أصحاب الأرض بسبعة عشر محترفاً دفعة واحدة في وقت يبدو فيه احتراف اللاعب الخليجي خارج حدود وطنه وكأنه عيب، وبتلك الحسابات وبالنظر لخماسية عمان غير البعيدة «في مرمى الأزرق» بخليجي 21 يبدو الأزرق في مهمة شاقة، واليوم سنرى ماذا فعل «نبيل» بفريق بدأ في الخليجية «معلول». وبعيداً عن الافتتاح وحظوظ الفرق يبدو البعد الأسترالي عنا سبباً في مشكلة جماهيرية، لكن كما يقولون، فإن مصائب قوم عند قوم فوائد، فالمباريات التي ستقام في الحادية عشرة صباحاً والواحدة ظهراً ستصطدم لدى الكثيرين بمواعيد الدوام، وهم وإن تابعوها عن طريق التطبيقات الذكية، إلا أن ذلك لن يحقق لهم المتعة المنشودة، فللمباريات لدينا طقوس، ولا تحلو إلا على المقهى أو في المجلس على روائح القهوة. أما كيف أن تلك المعضلة تمثل فائدة لأطراف أخرى، فلا شك أن الصحف لديها فرصة ذهبية للتعامل مع البطولة كما تتمنى. ولمن لا يعرفون، فإن الصحافة في الغالب قد لا تناسبها المواعيد التي تناسب القارئ، وتضطر مرغمة إلى أن تسابق الزمن في الظروف العادية. ولكن ظروفاً كالتي في أستراليا تضعها في تحد لإثبات الوجود أمام التلفزيون والمواقع لتثبت أنها الأصل. سبق أن جاءت نفس الفرصة للصحافة في مونديال كوريا واليابان رغم اختلاف الظروف والمعطيات، حيث لم تكن الثورة الإلكترونية والفضائية كما هي الآن، وأذكر أنها كانت بطولة إعلامية بامتياز، كان الإعلام والصحافة تحديداً الفائز الأكبر منها، واليوم يمنح القدر صاحبة الجلالة فرصة لالتقاط الأنفاس ومجاراة الأشباح الإعلامية الأخرى التي تعملقت و«افترت» في السنوات الأخيرة ليس لعيب في الصحافة، ولكن، لأن الطبيعة والآليات مختلفة.. لسنا سعداء بما جرى للمشاهد.. لكن طالما أن الظروف بهذه الصورة، فلا مانع من أن نفعل ما نريد.. خاصة إذا كان كل ما نفعله لإرضاء هذا السيد.. القارئ. كلمة أخيرة: في البطولات الكبرى من يريد أن يضحك كثيراً عليه ألا ينتظر للنهاية، فالأدوار كلها نهايات.