لا يمكن أن ينكر أحد ما تمكننا من تحقيقه في دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال صناعة السياحة، خلال السنوات القليلة الماضية. تحولت الإمارات من دولة تشتهر بتصدير النفط إلى الدولة السياحية الأولى في الشرق الأوسط، ليس فقط بمعيار عدد السياح، ولكن بمعايير الجودة والتميز والخدمة والأفكار والابتكارات، ولا أحد ينكر أنها أصبحت نموذجاً للتطور السياحي والنمو ليس فقط في الشرق الأوسط ولكن في العالم، وتعد تجربتها مثار اهتمام العديد من دول العالم التي تطلع على تجربة الإمارات وتريد تكرارها. وهنا يجب أن نشير إلى نقطة مهمة وهي أن الرؤية كانت هي الأساس وليس المال، وأن العمل والاجتهاد هو الأساس وليس المال أيضاً، الذي قد يكون عاملا مساعدا مهما، ولكنه ليس الأساس في التطوير والتنمية. ورغم ما تحقق، فإن الطموح لا يتوقف أبداً، ونحمد الله أن الطموح لا يتوقف، وأن الإنسان يسعى دائماً إلى الأفضل. لذلك يجب علينا أن نبدأ مرحلة جديدة في صناعة السياحة، ألا وهي فتح الأسواق السياحية الجديدة، مع الحفاظ بلا شك على نمو الأسواق القائمة حالياً، فلا تزال هناك أسواق مصدرة للسياحة في هذا العالم لا يأتينا منها الكثير من السياح. وهناك أيضاً أسواق قد تكون صغيرة حالياً ولكنها مرشحة للنمو في المستقبل، خاصة تلك التي ينتظرها مستقبل اقتصادي واعد في المستقبل، نحتاج إلى فتح مزيد من الأسواق حتى وإن لم تكن في خطتنا يوماً ما. وهناك دراسة أوروبية قرأتها مؤخراً عن التغيرات التي سوف تحدث في الأسواق السياحية خلال السنوات القادمة، مع تغير رغبات السائح ومع اختلاف أعمار السياح، ومع دخول أجيال جديدة إلى السوق السياحي العالمي والذي تخطى رقم المليار سائح حول العالم. صناعة السياحة هي المستقبل، وما حققناه هو تجربة ثرية ونجاح كبير لم يأت مصادفة، فقد ابتكرنا مقوماتنا ومعالمنا سياحية ونجحنا في تحقيق أرقام لم يكن من الممكن أن يتوقعها أحد، وهو أمر ليس بالسهل بل كان شبه مستحيل.. لذلك علينا أن نضع أهدافا مستحيلة جديدة، وأن نسعى خلال السنوات القادمة إلى تحقيقها..