يتعين على القارة الآسيوية أن تشكر الظروف، بعد إسناد مهمة استضافة بطولة أمم آسيا المقبلة عام 2019 لدولة الإمارات، التي نالت ثقة المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي بالإجماع، وهي المرة الأولى التي تحظى فيها الدولة المنظمة بتلك الأفضلية الكاسحة، وحتى عندما أسند الاتحاد الآسيوي مهمة استضافة كأس أمم آسيا عام 1996 للإمارات نالت 12 صوتاً مقابل أربعة أصوات لكوريا الجنوبية. ولحسن حظ القارة أنه كلما حطت البطولة الرحال على أرض الإمارات تشهد نقلة نوعية غير مسبوقة، فقبل 19 عاماً استضافت دولة الإمارات البطولة رقم 11، وكانت المرة الأولى التي يشارك فيها 12 منتخبا تم تقسيمها على ثلاث مجموعات، وكانت المرة الأولى أيضا التي يتم فيها منح الفائز ثلاث نقاط والبطولة الأولى، التي يتم خلالها السماح لكل منتخب بتبديل ثلاثة لاعبين خلال المباراة، والمرة الأولى التي يتم فيها تطبيق قاعدة الهدف الذهبي. وعندما تحل البطولة على أرض الإمارات مرة ثانية بعد 23 عاماً من الانتظار، فإنها ستكون المرة الأولى في تاريخ البطولة التي يشارك فيها 24 منتخباً، يتم تقسيمها على ست مجموعات، ويصعد أول وثاني كل مجموعة، وأفضل ثلاثة منتخبات من المجموعات الست، وبرغم تحفظي الشديد على قرار الـ 24 لأن من شأنه أن ينعكس سلباً على المستوى الفني، حيث إنها المرة الأولى التي يتأهل فيها أكثر من نصف عدد الدول المنضوية تحت لواء أي اتحاد قاري إلى نهائيات البطولة، برغم ذلك لا نملك إلا أن نراقب التجربة، فإذا كانت إيجابياتها أكثر من سلبياتها تتواصل في النسخ المقبلة، وإذا حدث العكس، فلا بديل عن العودة إلى نظام الـ 16 منتخباً، فمصلحة البطولة أهم من أي مصالح انتخابية. ! والتحية واجبة لكل من عمل على إعداد ملف حاز إعجاب الجميع، وأجبر عدداً كبيراً من المتنافسين على الانسحاب مبكراً، كما أنه وجه ضربة قاضية للملف الإيراني، حيث لم يصمد أمام قوة الملف الإماراتي الذي أشرف عليه سعادة محمد بن ثعلوب الدرعي بدعم كامل من سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان الأب الروحي للكرة الإماراتية. ويقيني أن فوز الإمارات باستضافة كأس آسيا يمهد الطريق لنجاح معالي محمد خلفان الرميثي في الفوز بعضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي، وما ذلك على الله ببعيد.