ليس عيبا أن نجلس وأن نتحاور ونتكاشف.. لكن الأهم أن نعرف قبل أن نجلس ماذا نحتاج بالضبط.. ما هو الأمر الهام والملح والأمر الممكن.. وقتها يصبح للجلوس جدوى أكثر من السوالف والتكرار والحديث عما سمعناه ونسمعه بالليل والنهار. كانت فكرة المجلس التي نظمها اتحاد الكرة جيدة وربما هي مطلوبة من زمن للاستئناس بآراء الخبراء والمختصين والفنيين، ولكن كان على الاتحاد قبل أن يجلس في هذا التوقيت أن يختار القضايا الأكثر إلحاحاً لا أن يختار قضية تطل علينا بعد أربع سنوات وهي إعداد المنتخب لكأس آسيا 2019.. كان على الاتحاد أن يشغلنا بما يشغل الساحة وبما تشكو منه الساحة.. أن يتحدث عن اللوائح التي أجمع المختصون على أنها عفاها الزمن وتجاوزها الدهر وباتت في دائرة النسيان عند الجميع إلا نحن، وبسبب تلك اللوائح البالية تتكرر مشاكلنا دون أن نحرك ساكنا. كل التوصيات أو النصائح التي صدرت عن المجلس ليست هي ما يشغلنا حالياً والحديث فيها وعنها ربما لا يحتاج إلى مجلس وربما تحقيق صحفي لمحرر بارع يعطينا رؤية أكثر شمولاً مما طرح في المجلس الذي تحدث عن ضرورة الاهتمام البدني باللاعبين وكأنه اكتشاف والعمل على رفع زمن اللعب في المباراة وكأنهم يستطيعون، ثم والأهم تقليص عدد الأجانب إلى ثلاثة، ولو نظروا لوجدوا إن أفضل ما حققنا جاء والأجانب أربعة.. ثم لا أدري لمن رفعوا التوصيات.. هل رفعها الاتحاد إلى نفسه.. وماذا عن الجمعية العمومية للاتحاد وهي الأندية.. أليست السوالف معها أجدى وأنفع؟ ‏?لست إطلاقاً ضد أن نجلس أو أن نتحاور ولكن حتى نستفيد، علينا أن نتكلم فيما نحتاج وليس مقبولاً والكثيرون ينتقدون اتحاد الكرة ويتحدثون عن أخطائه أن يتعامل الاتحاد نفسه مع الوضع وكأن شيئاً لم يكن. لعل من أغرب التوصيات التي قرأتها هي تلك التي تطالب باستبعاد أستراليا من منظومة الكرة في القارة بدعوى أنها تحجب الفرصة عن البقية، ومكمن الغرابة ليس أنني من عشاق «الكنجارو»، لكنني أرفض أن أصدق أننا ضعفاء. كلمة أخيرة: من كثرة التوصيات لدينا نحتاج إلى توصية بكيفية التعامل مع التوصيات