عندما كنت صغيراً كنت أسمع امرأة تدور بين حاراتنا وتقول بأعلى صوتها: «بصّارة.. برّاجة.. أضرب في الودع» طبعا كنت أسأل الوالدة الله يطول بعمرها عن معنى ما تقوله هذه المرأة فقالت إنها تعرف الأسرار وتقرأ الأفكار ومن يومها تعلمت كلمة (الضرب بالرمل أو الضرب بالودع). وأنا لست ضارباً بالرمل ولا بالودع ولكني كتبت بتاريخ 2 فبراير 2015 مقالة حملت عنوان (مبروك سلفاً للإمارات) أي قبل الإعلان الرسمي عن منح الإمارات شرف استضافة نهائيات أمم آسيا 2019 بحوالي الشهر، والأكيد أنني لم أكن أعرف النتيجة ولكنني كما كتبت في حسابي بتويتر.. كنت أعرف قوة الملف الإماراتي. يومها كتبت في الاتحاد الرياضي بتجرد وبعيدا عن العواطف فلو كنت يابانياً أو صينياً أو سنغافورياً، وتمت المفاضلة أمامي بين دولتين فقط لاستضافة نهائيات أمم آسيا 2019، وهما الإمارات وإيران فأيهما سأختار؟ فإذا كانت المفاضلة بناء على المنشآت والبنى التحتية والفنادق وسهولة الوصول ومنح «الفيزا» للقادمين، وتوفر الرحلات الجوية والأمن والأمان والقدرة التكنولوجية وتوفر وسائل الاتصال للعموم بدون قيود وتاريخ طويل من استضافة الأحداث الرياضية الكبرى في العالم ووجود جاليات من كل الدول الآسيوية المشاركة في البطولة، التي سيتغير عدد المشاركين فيها من 16 إلى 24 يعني لو شاركت الفلبين والهند وحتى نيبال أو فيتنام أو ماليزيا وإندونيسيا فستجد جاليات بعشرات الآلاف تحضر هذه المباريات وليس بضعة أشخاص إضافة للعامل السياحي ووجود وسائل الترفيه لمن سيحضرون.. لو كانت المفاضلة بين الإمارات وإيران فمن سنختار؟ الجواب جاء على لسان رئيس الاتحاد الآسيوي الذي قال: «لقد كان واحداً من أسهل القرارات». الإمارات لا تنافس إلا نفسها حالياً في المنطقة، ونتوقع منها كأسا تليق بالرقم واحد، الذي ارتبط بالإمارات وشعبها.