عندما يحين الموعد في 2019، وعندما ستتوافد المنتخبات الآسيوية إلى أرض الإمارات، وعندما تحضر الجماهير من مختلف بقاع القارة لمتابعة الحدث الكبير على أرض التسامح والسلام، لن تكون آسيا فقط، ولكن العالم بأسره على موعد مع المذهل والمدهش، فقد أعلنها صريحة سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني الرئيس الفخري لاتحاد الكرة أننا سندهش العالم بأفضل تنظيم لهذه البطولة على كافة المستويات. كلمات سمو الشيخ هزاع بن زايد هي توجيهات وأوامر للبدء بالعمل على الفور، ومثلما كان عليه الحال في عام 1996 عندما استضفنا الحدث نفسه، ونقلنا افتتاح البطولة من الملعب كما جرت العادة إلى سطح الماء، لا شك أننا سنكون على موعد جديد مع الإبهار الذي اعتاده العالم من شعب الإمارات، وكلنا ثقة أن النجاح سيكون حليفنا بإذن الله وبعونه. ويبقى الشق الثاني، والذي لا يجب أن نغفل عنه أبداً، وهو الشق التنافسي، ولا يمكن أن يكون الحدث يقام على ملاعبنا، ولا نطالب أن يكون منتخبنا منافساً حقيقياً، ومرشحاً قوياً للظفر بالبطولة، وإذا كانت الاستعدادات للتنظيم قد بدأت لحظة إعلاننا كدولة مستضيفة للحدث، كذلك فإن استراتيجية إعداد المنتخب الذي سيمثلنا في تلك البطولة يجب أن تكون جاهزة لبدء العمل الفوري منذ الآن. ألمانيا بدأت فعلياً في إعداد الفريق الذي سيمثلها في مونديال 2030، أما نحن فلسنا على عجلة من أمرنا طالما نؤمن أن في العجلة الندامة وفي التأني السلامة، و15 عاماً هي عمر طويل، ولكن لا مانع أن نطالب باستراتيجية عمرها 4 سنوات، يتم من خلالها تحديد القائمة المرشحة لتمثيلنا في كأس آسيا 2019، ومراعاة الأعمار والأسماء القادرة على مواصلة العطاء من التشكيلة الحالية. لا زالت روعة التنظيم في كأس آسيا 1996 تلوح في أروقة الذاكرة، ولا زالت ذكريات المباراة النهائية باقية وحاضرة، وبعد 4 سنوات سنعاود الكرة، فقد منحتنا آسيا فرصة أخرى، فلنبدأ في تنفيذ استراتيجية تضمن لنا حضوراً قوياً ومنتخباً منافساً، وإذا كانت ذهبية التنظيم مضمونة، بإذن الله وبعونه، علينا أن نفتش عن الذهبية المفقودة منذ 19 عاماً، عندما خسرنا المباراة النهائية بركلات الجزاء الترجيحية، يومها أذهلنا الجميع تنظيمياً وأبهرنا القارة، ولكن أثبتت الخسارة وطعم المرارة، أن ذهبية واحدة لا تكفي.