منذ 35 عاماً وبالتحديد في شهر سبتمبر من عام 1980 وطأت الأقدام الإماراتية أراضٍ جديدة، خرجنا يومها من النطاق المحلي والخليجي، بدأنا في استكشاف مناطق جديدة تمددنا وذهبنا إلى القارة الأم ليكون لنا مكان مميز بين دول هذه القارة الأكبر في العالم، حاولنا كثيراً ففشلنا أحياناً، وكنا على وشك إصابة الهدف في أحيان، وحتى يحين الزمان ويتواضع لنا المكان، سنظل نسأل ونلح في السؤال، يا آسيا أما آن الأوان؟. ضاقت الأرض بما رحبت، وكأنه لم يعد في القارة الآسيوية الأكبر في العالم متسع لتنظيم المسابقة الأهم، فانتقلت إلى مكان جديد، وها هي كأس آسيا تحل في ضيافة قارة أخرى، وها هي القارة الأكبر في العالم تنتقل بدولها ومدنها وسكانها الذين يشكلون 60% من سكان الكرة الأرضية، ليحلون في ضيافة أستراليا. أستراليا الضيف الجديد، وفي مقولة أخرى الضيف الثقيل التي انضمت إلى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عام 2006، ومع ذلك فقد سلبت دول القارة من بطاقة مؤهلة إلى نهائيات كأس العالم وفي النسخة الماضية من كأس آسيا التي أقيمت في قطر قبل 4 سنوات وصلت إلى المباراة النهائية وخسرت أمام اليابان، جاءت لتتقدم الصفوف الأمامية وتترك أبناء القارة في الخلف يبحثون عن مكاسب مزعومة ووعود كاذبة تفوه بها القائمون على كرة القدم في آسيا عندما وقعوا على قرار انضمامها. اليوم تنطلق النسخة السادسة عشرة للبطولة الأهم في القارة الأكبر، ولا تزال آسيا كما كانت منذ بداياتها، ولا تزال كرتها تراوح مكانها، تقدمت كرة القدم في مختلف القارات، ذابت الفوارق، ولا تزال كرة القدم الآسيوية «محلك سر»، تقدم الجميع وظلت آسيا تبحث عن طوق النجاة، تبحث عمن ينتشلها من مستنقعات الإحباط، تعاقب الرؤساء، مرت على القارة العديد من المعارك الانتخابية الطاحنة، ولا تزال كرة القدم الآسيوية في انتظار نتائج تلك المنافسات التي دارت في أروقة المكاتب، عل وعسى تنسحب نتائجها على تقدم وتطور الكرة الآسيوية على أرضيات الملاعب. وعلى الرغم من المحاولات الذاتية التي قامت بها منتخبات آسيوية مثل اليابان وكوريا الجنوبية وإيران في بعض الأوقات، إلا أن الصورة تظل قاتمة، وأصبحت المنتخبات الآسيوية هي الحلقة الأضعف في مختلف كؤوس العالم، أسماك صغيرة في محيط كبير البقاء فيه للأقوى، ولذا ارتفعت أصوات مختلف القارات، وظل الصوت الآسيوي خافتاً لا يكاد يسمع، والقارة الأكبر والتي يعيش على ترابها العدد الأكبر من البشر في العالم لا تزال متأخرة في كرة القدم، ولا تزال تبحث لها في هذا العالم الكبير عن موضع قدم. اليوم تنطلق نسخة جديدة، وآسيا التي تعني باليونانية القديمة «شروق الشمس»، تشرق شمسها اليوم في أستراليا، وستظهر منتخباتنا العربية لتخوض البطولة في مواجهة تبدو غير متكافئة مع المارد الياباني الذي اكتسح مقدرات كرة القدم الآسيوية منذ عام 1992، وهو الذي كان في يوم من الأيام لقمة سائغة، وعلى الرغم من أن المؤشرات لا تبدو مشجعة إلا أننا لا نملك سوى الأمل بأن تكون النتيجة النهائية مختلفة هذه المرة، نريد أن نتسلح بماضينا المشرق، عندما كنا أسياداً للقارة، نريد أن تختزل آسيا لهجاتها الكثيرة ولغاتها العديدة، في لسان عربي فصيح ولغة الضاد ومفرداتها الفريدة. نسخة جديدة وبعد فوز أول في 84، وخيبة أمل في 88، وبعد نصف نهائي 92، وكرة الطلياني الضائعة وركلة ترجيح يوسف حسين ونهائي 96، وبعد غياب 2000، وعودة متواضعة 3 نسخ متتالية، وبعد أن أصبح لدينا أسماء بارزة، ومنتخب يشار إليه بالبنان، يحق لنا أن نسأل يا آسيا، أما آن الأوان؟.