مهرجان طيران الإمارات للآداب، حدث جميل واهتمام لافت للثقافة والأدب، واستمراره لفترة والمضي فيه سنوياً، وبهذا الحضور الخارجي يجعله عنواناً مستمراً يطل على الساحة الثقافية في الإمارات، والذي ينشد الاستمرار من الطبيعي أن يبحث عن وسائل وطرق النجاح التي تأخذه إلى مستويات أكبر، وأيضاً لديه الاستعداد والحرص على أن يعرف ثمار عمله وساحة عمله ومدى تأثيره. إننا نقدر ونشكر إدارة طيران الإمارات التي فكرت أن تساند العمل الثقافي والفني في دبي والإمارات التي بالتأكيد سوف تصب في مصلحة الجميع، خاصة أن العمل الثقافي والفني ظل أعواماً طويلة لا يرعاه غير المؤسسات الأهلية والحكومية، بينما يوجد في الإمارات الكثير من الشركات والمؤسسات، التي تكسب الملايين من الدراهم، ولا تساهم بشيء في إنشاء مسرح أو مكتبة أو مدرسة، والأكيد أن هذه الشركات والمؤسسات الرابحة لم تتبرع بطباعة كتاب واحد، أو رعاية مهرجان شعري، أو لقاء أدبي واحد. عملنا كثيراً في المؤسسات الثقافية، ولم يظهر غير القليل من أصحاب هذه الثروات الذين يقدمون رعايتهم للنشاط الثقافي، فقط نستثني السيد الفاضل المرحوم العويس، والسيد الفاضل الغرير، والبعض القليل هنا وهناك. إن طيران الإمارات، وهي غير ملزمة بالشأن الثقافي، لكنها مؤسسة وطنية واعية لدورها في المجتمع، بحيث تفيد وتستفيد من هذا الحراك الثقافي الفني والسياحي، ولعل أهم الملاحظات على هذا الحدث، هو أن التركيز على العناصر الخارجية أكثر منه على الحضور المحلي. صحيح أن الغيابات غير مسؤول عنها المهرجان بحكم أن الواقع يدل ويؤكد أن هذا الغياب أيضاً يحصل في نشاط مؤسسات ثقافية وفنية تجاوز عمرها أكثر من 26 عاماً، وأن الغياب ظاهرة واضحة للجميع، ولكن نقول إن تلك المؤسسات شاخت وملّ الناس التكرار والوجوه الدائمة، ولكن مهرجان طيران الإمارات حدث جديد وجميل يخرج من الأماكن المعروفة والتقليدية إلى أماكن جميلة ومحببة. وليس صحيحاً أن حضور الطلاب والتلاميذ ومحبي (لوبيات) الفنادق هم من يمكن التأسيس عليهم، هؤلاء الذين نعنيهم هم حضور طارئ يحب الاحتفاليات والمهرجانات والبهرجة. على المعنيين بهذا المهرجان أن يستفيدوا من عناصر ندوة الثقافة والعلوم ومؤسسة العويس الثقافية والمؤسسات الأخرى التي تملك الخبرة والدراية في طريقة التواصل مع الساحة الثقافية، مع الاحتفاظ بالشباب الجدد. إبراهيم مبارك