حتى أبجديات المنافسة وقواعدها البسيطة لا تصمد أمام الإبداع الإماراتي.. حتى تاريخ التحديات لا محل لها من الإعراب إذا ما أرادت الإمارات.. ليس أدل على ذلك من قرار الاتحاد الآسيوي والذي سجل سابقة تاريخية لم تحدث من قبل طوال عمر الاتحاد القاري حين منح الإمارات حق استضافة بطولة كأس الأمم الآسيوية 2019 بإجماع الآراء.. من حضروا اختاروا الإمارات.. لم يعترض أحد.. لم يتحفظ أحد.. لم يساند الملف الإيراني المنافس لنا أحد.. باختصار حصلنا على 17 من 17 صوتاً في قرار مدهش ورائع.. كان أقل ما يجب أمام الإبداع الإماراتي الذي قفز من الورق إلى العقول ومن الانطباع إلى الاقتناع. لم تنشغل الإمارات يوماً سوى بنفسها وحقها ولعلها لذلك تجيد وتبدع.. كل ما فيها ومن فيها ينطلق من هذا النهج الثابت الذي يريد الخير للجميع، وحين تتصدى لعمل أو فعالية تريدها أن تكون استثنائية ولعل آسيا كلها لم تنس بعد تلك النسخة من كأس الأمم التي نظمتها الإمارات عام 1996، ولم تبرح الذاكرة بعد وفق تأكيدات الشيخ سلمان بن خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي للعبة والذي أسهب في الإشادة بالملف الإماراتي ونقاط القوة فيه، تماماً كما أشاد كل أعضاء المكتب التنفيذي الذين قالوا نعم بأعلى صوت ومنحوا الإمارات شرف استضافة البطولة ومنحوا آسيا حلم التواجد في الإمارات واللعب على أرضها في بطولة نحن عازمون إن شاء الله على أن تكون متفردة في كل شيء. كان واضحاً من البداية أن الملف الإماراتي بلا منافس وأن كل نقاط القوة لدينا تقابلها نقاط ضعف من المنافسين، وأن وعودنا بلا مخاطرة فآسيا كلها تعلم والعالم يدرك معها ماذا بإمكان الإمارات أن تفعل وكيف أن وعودها ترتقي إلى درجة الحقائق، فما حققته على الصعيد الرياضي سواء من حيث الإنشاءات أو البطولات التي استضافتها يؤكد انها الوجهة المثالية للأحداث لأنها تمنحها بداية جديدة وقوة جديدة. من حقنا أن نفرح بما حققناه ومن حق سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني الرئيس الفخري لاتحاد الكرة أن يسعد لأنه أسعدنا جميعاً فكل هذا الإبداع من صناعة أفكار سموه ودعمه وتوجيهه، ولولا أن سموه أطلق العنان أمام جميع القائمين على الملف ليحلموا بلا حدود ما كان هذا الاستثناء وهذا الإجماع.. شكراً لك سيدي على هذا العطاء وعلى أن منحتنا إجماعاً يفوق في دلالته أرفع البطولات. كلمة أخيرة لأن الإجماع استثناء.. فإنه كما يمنحك أشياء.. يحملك أشياء ‏