ارتبط مسمى المتحف في ذاكرة شعوب الأرض بكل ما يتعلق بالماضي الموغل في القدم والتاريخ بمختلف محطاته وفصوله على امتداد الحقب والعصور التي مرت بالبشرية. ولكن هنا في الإمارات كعادتها في تطويع الأشياء على طريقتها الخاصة، تفردت بتدشين وإطلاق متحف المستقبل على يد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. الكثير تساءل عندما سمع وتابع أنباء إطلاق المتحف لأول مرة، وكانت الدهشة تعقد ألسنتهم، كيف يكون متحفا وفي الوقت ذاته للمستقبل؟. لم يدركوا أن إبهار وإدهاش العالم تخصص إماراتي صرف. ومن «دانة الدنيا» جاءتهم الإجابة، وفارس العرب والقصيد يؤكد أن «متحف المستقبل» سيكون بيئة متكاملة لاختبار الأفكار وتطوير نماذج تطبيقية لها وتسويقها»، وبأنه «سيكون مفتوحا لجميع المبتكرين في المنطقة» ويستقطب أفضل العقول لتطوير مستقبلنا» كما قال سموه. متحف المستقبل رحلة حلم تضم مختبرات للابتكار، وموئل دائم لاختراعات المستقبل في رحلة السعي والاجتهاد نحو غد أفضل للإنسانية قاطبة. متحف المستقبل عنوان لمسار جديد من مسارات قيادة الإمارات، وانشغالها الدائم بالمستقبل لما فيه الخير دائما للإنسان، ويعد من الصور الملهمة في التجربة الإماراتية، ونهج قامت قواعده عليها، يتلخص في توفير الموارد وتوظيفها للخير. جهد مبارك يعبر عن دعوات واقعية تنطلق من الإمارات دوما للعمل معا نحو حلول مشتركة ومبتكرة لمواجهة التحديات، وبالذات ما يتعلق بالموارد الطبيعية والأزمات المرتبطة بها. متحف المستقبل، دعوة من نور وضياء تقدم للعالم صورة زاهية للمستقبل من منطقة لطالما نظر إليها العالم على أنها مجرد بؤرة تعج بالنزاعات والحروب والأزمات. الإمارات ومن خلال متحف المستقبل تقدم درساً جديداً للعالم في نتائج الاستثمار في بناء الإنسان، وحسن إدارة الموارد لصنع نموذج يحتذى في بناء الأوطان وتحقيق الأمن والاستقرار والرخاء والازدهار، والحياة الكريمة ليس لأبناء الإمارات فحسب، وإنما لمئات الألوف ممن يعيشون على ترابها من مختلف الثقافات في بيئة يسودها التفاهم والتعايش والتسامح، هدف الجميع العمل لأجل غد أفضل. متحف المستقبل من دلائل الاطمئنان للمستقبل، وكما قال راعي المبادرة: «خطوة ستتبعها خطوات، وهو بداية ستتبعها إنجازات بإذن الله».