كنا في انتظار هذا الحلم.. أجيال ولت وأخرى بيننا اليوم.. كان أملاً في الصدور نقوله على استحياء تارة، وفي مرات نصرخ به، ولكن بيننا وبين أنفسنا.. كلما توجهت سهام النقد إلى الإعلام الرياضي نفسه، وهو الأولى بالنقد والمنوط به، كنا نشعر أننا بحاجة إلى إنصاف.. ربما نخشى أن نجاهر بتلك الحالة، فقد كان مكتوباً علينا لعقود أن نعمل وأن نكابد، وأن نضع الكل تحت الأضواء، ونكتفي نحن بتلك المنطقة البعيدة.. نراقب ونتابع.. نسعد بتعليق من هنا أو هناك، ونتقبل ما يُقال عنا أحياناً بصدر رحب.. ارتضينا وما زلنا دور المرآة، حتى ولو قال الناس إن صورتهم التي يرونها ليست لهم. ومنذ أيام حققت أبوظبي للإعلام حلمنا المستحي.. أطلقت جائزة «اللؤلؤة» للإعلام الرياضي، بعد اتفاقية مع الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية، جرت وقائعها في أجواء أسطورية احتضنها متحف اللوفر في باريس، بحضور سعادة محمد إبراهيم المحمود رئيس مجلس إدارة أبوظبي للإعلام العضو المنتدب ورئيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية، وحشد هائل من الإعلاميين الرياضيين حول العالم. الاتفاقية تمت في أحضان اللوفر، لتقول أبوظبي للإعلام، إن الكلمة إرث وفن وتاريخ.. وإن من يكتبون يعمرون ويقدمون للبشرية فناً، كذلك الذي يزدان به اللوفر، وإن الأنامل التي تكتب، إنما هي كتلك التي نحتت الفن والجمال في أروقة المتحف العريق. الاتفاقية أيضاً جاءت لتنصف كل من يعمل في مجال النقد الرياضي وسط فترة عصيبة وفارقة في مسيرة هذه المهنة التي تواجه تحديات شتى، سواء من السوشيال ميديا الذي طرح نفسه كشريك في عصر السماوات المفتوحة، أو من المصادر ذاتها التي تريد ما يرضيها أو حتى الجماهير، التي قد يأخذها التحيز إلى رفض ما لا يتسق مع انتماءاتها.. لتطرح أبوظبي للإعلام جائزة عالمية تحتفي بالنقد، وتساهم في وضع معايير للتقييم قد تنعكس مع الأيام على كل ما ومن يحيط بنا. «اللؤلؤة» ليست منافساً.. ولا بديلاً لجوائز أخرى، فنحن لدينا في الإمارات كيان كبير تمثله جائزة الصحافة العربية التي تمنح أيضاً جائزة في الصحافة الرياضية ضمن فئاتها العديدة والراسخة، لكن «اللؤلؤة» تتجه إلى تفاصيل النقد الرياضي، من خلال ثماني فئات تغطي جوانبه الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية، وهي بذلك تمثل رافداً جديداً، وإضافة مهمة، والأهم أنها تضع الإعلام الرياضي العربي في مواجهة نظيره الغربي، ليؤثر ويتأثر وينافس، ولو لم يكن للجائزة فائدة سوى تلك لكفتنا. كلمة أخيرة: الأفكار طائرة في الفضاء.. وحده المبدع من يلتقطها