بين الحين والحين تطالعنا أخبار وموضوعات وتصريحات بالصحف ووسائل الإعلام الأجنبية تهاجم بعض شركات الطيران الوطنية الإماراتية، وتزداد الضجة وتعلو ونستمع إلى سجالات وتبريرات، ثم ما تلبث أن تختفي تلك المهاترات الإعلامية..! ومن خلال متابعتي لعالم صناعة الطيران، وتعقيدات القوانين التي تحكم هذا القطاع، وتنظم المنافسة بين شركات الطيران التجارية، يمكن أن أقول لكم بكل تأكيد إن مثل هذه الهجمات الإعلامية من الشركات الغربية ليست إلا تبريرات لفشلها أمام المنافسة القوية للشركات الوطنية الإماراتية للطيران. لقد استطاعت شركة مثل طيران الإمارات أن تحقق معجزة حقيقية في عالم الطيران، وأن تصل إلى قمة صناعة الطيران في العالم بالمعايير المختلفة في قياس التنافسية، وصارت الشركة واحدة من أهم ثلاث شركات في العالم، تحلق في قارات العالم بسمعة طيبة وقدرة تنافسية رائعة. والمسألة كما يعلم الخبراء ليست في الوصول إلى القمة فقط، ولكن كيفية النجاح على هذا المستوى واستمرار النمو فيه، بينما تعاني شركات طيران أخرى في العالم من أكبر الشركات العالمية من مشكلات كبيرة، أدت إلى إفلاس بعضها وبيع الآخر ودمج البعض. وأمام هذا النجاح.. لابد من وجود أعداء، لابد من وجود من يشكك في تلك المنظومة التي حيرت العالم، تارة بأن طيران الإمارات تحصل على دعم حكومي، وتارة بأنها تحصل على الخدمات في مطار دبي مجاناً، وهي أشياء سمعناها مراراً وتكراراً، وتم الرد عليها في أكثر من مناسبة. ويبدو أنه عندما لم يجد البعض ما يقوله، كان الاتهام الغربي الذي سمعناه من شركة طيران أميركية، بأن طيران الإمارات لها علاقة بهجمات 11 سبتمبر..! ورغم أن التصريح يعد في حد ذاته «طرفة» مضحكة، خاصة أنه صدر عن شخص مسؤول بالشركة، وصحيح أنه عاد واعتذر عن «طرفته» ولكن خيراً فعلت طيران الإمارات برفض الاعتذار، فلسنا في حاجة لاعتذارات من أحد، وليس لدينا الوقت للاستماع لهذه «السخافات»، لأننا نعمل ونتقدم ونتطور.. وانتظروا دائماً المزيد.. فتلك ضريبة النجاح.. وحياكم الله..