الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إعلان وقف إطلاق النار بسوريا تمهيداً لمفاوضات سياسية

إعلان وقف إطلاق النار بسوريا تمهيداً لمفاوضات سياسية
30 ديسمبر 2016 13:50
عواصم (وكالات) وقعت روسيا وتركيا والنظام السوري، اتفاقاً مع المعارضة السورية لوقف نار شامل في أنحاء البلاد بدأ تنفيذه منتصف ليل أمس، تمهيداً لمفاوضات سياسية بمشاركة قوى إقليمية ودولية، وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خفض الوجود العسكري الروسي في سوريا. كما أعلن الجيش النظامي وقفاً شاملاً للعمليات القتالية، مؤكداً استثناء «داعش» ووحدات الحماية الكردية، وأشارت تركيا إلى أن الاتفاق لا يشمل الفصائل المصنفة إرهابية من قبل الأمم المتحدة، التي رحب مبعوثها إلى سوريا ستيفان دي ميستورا بالاتفاق، معرباً عن أمله في أن يسمح بتقديم المساعدات للمدنيين. وقال بوتين إن فصائل المعارضة وحكومة سوريا وقعتا على عدد من الوثائق تشمل اتفاقا لوقف النار يبدأ سريانه منتصف ليلة 29-30 ديسمبرالجاري. وأوضح أن «الوثيقة الأولى بين الحكومة السورية والمعارضة حول وقف النار على مجمل الأراضي السورية، والثانية تشمل تطبيق إجراءات تهدف إلى مراقبة احترام الهدنة، والثالثة هي إعلان أطراف النزاع استعدادهم لبدء محادثات السلام». وقال بوتين «الاتفاقات بالطبع هشة، وتحتاج لعناية خاصة ومشاركة، لكن هذه نتيجة ملحوظة لعملنا المشترك ومساعي وزارتي الدفاع والخارجية وشركائنا بالمنطقة». وأعلن أيضاً «خفض» الوجود العسكري الروسي في سوريا، مضيفاً «لكننا سنواصل مكافحة الإرهاب ودعم الحكومة الشرعية». من جهته، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو أن مجموعات تمثل 62 ألف مقاتل مسلح وقعت الاتفاق، موضحاً «أنها أبرز الفصائل المسلحة». كما أعلن وزير الخارجية سيرجي لافروف، بدء الاستعدادات لمحادثات السلام لتسوية النزاع والتي يفترض أن تتم في الأستانة قريباً. وقال «سنبدأ مع تركيا وإيران الإعداد للقاء.. الولايات المتحدة قد تنضم لعملية السلام بمجرد تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب». وجاء إعلان بوتين بعد تأكيد الجيش السوري أنه سيبدأ وقف النار منتصف ليل الخميس. وقال إن الاتفاق يستثني «داعش» والفصائل المصنفة إرهابية من قبل الأمم المتحدة. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن «الجماعات المسلحة التي وقعت الاتفاق شملت أحرار الشام وجيش الإسلام التي تنشط قرب دمشق، و«الجبهة الشامية»، وكانت تنشط في حلب. من جهتها، رحبت واشنطن بحذر بإعلان بوتين وقفاً للنار في سوريا واعتبرته «تطوراً إيجابياً»، معربة عن الأمل في أن «تحترم جميع الأطراف» المشاركة في النزاع، هذا الاتفاق. من جانبها، قالت الخارجية التركية، إن أنقرة وموسكو ستعملان كضامنين للاتفاق. وأكدت أن اتفاق وقف إطلاق النار يستثني التنظيمات التي يعتبرها مجلس الأمن إرهابية، مشيرة إلى أهمية دعم الدول المؤثرة على الأطراف المقاتلة. ووصفت الاتفاق بأنه خطوة مهمة فيما يتعلق بالصراع السوري. وقالت الرئاسة التركية في بيان، إن الرئيس رجب طيب أردوغان بحث هاتفياً مع نظيره الروسي الاتفاق ومحادثات الأستانة المنتظرة. وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، صرح قبل ذلك أن بلاده لن تجري محادثات مع الرئيس الأسد. وأكد أن مفاوضات الأستانة المتوقعة «ليست بديلا عن جنيف، بل مرحلة تكميلية لها». وشدد على ضرورة مغادرة كل الجماعات المقاتلة الأجنبية سوريا، بما في ذلك «حزب الله». وأكد أنه ليست هناك عملية مشتركة بين تركيا وروسيا ضد«داعش» في مدينة الباب. وأضاف أوغلو أن واشنطن لا تقدم دعماً جوياً للعملية شمال سوريا، بسبب ضغط من الأكراد. وكانت وكالة«دوغان التركية» ذكرت أن مقاتلات روسية شنت أمس الأول غارات على مواقع «داعش» في مدينة الباب، قبيل إعلان اتفاق وقف إطلاق النار. من جهته، أعرب الائتلاف المعارض، دعمه للاتفاق. وقال أحمد رمضان رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف، إن «الائتلاف يدعم الاتفاق، ويحث كافة الأطراف على التقيد به». وأكد أن المعارضة «ستلتزم بالاتفاق، وسترد في حال حصول انتهاكات»، لافتا إلى أن من بين الفصائل الموقعة على الاتفاق «حركة أحرار الشام، وجيش الإسلام وفيلق الشام ونور الدين الزنكي». وأكد أن «الاتفاق يستثني داعش، والتنظيمات الإرهابية الأخرى، لكنه لا يسمح بمس المدنيين». وأوضح أنه «يسري كذلك على محافظة إدلب» الخاضعة لجبهة «فتح الشام». بدوره، أكد المستشار القانوني لـ«الجيش الحر» وعضو وفد التفاوض أسامة أبوزيد، أن الاتفاق هو هدنة شاملة لجميع المناطق السورية ولا يتضمن أي استثناءات، كما يشمل كل الفصائل الموجودة على الأراضي السورية دون استثناء. وقال إن مفاوضي روسيا «تفاوضوا معنا كضامن للنظام السوري، ولم نجتمع مطلقا بأي ممثل عن النظام أو إيران». من جهته، رحب دي ميستورا بوقف النار، وأعرب عن أمله بأن يؤدي إلى «إنقاذ أرواح المدنيين، وتسهيل وصول المساعدات في أنحاء سوريا، وتمهيد الطريق أمام محادثات مثمرة في الأستانة»، مؤكداً دعمه لها. وجدد رغبته باستئناف المفاوضات بوساطة من مكتبه مطلع العام المقبل، موضحا أن «هذه التطورات يجب أن تساهم في استئناف المفاوضات السورية الداخلية الشاملة والمنتجة، التي تمت الدعوة إليها برعاية الأمم المتحدة في 8 فبراير 2017». وتضمنت الاتفاقية، وقف إطلاق النار في كافة الأراضي السورية، باستثناء المقرات العسكرية «لداعش» بمناطق سيطرته. وأن تضمن تركيا التزام المعارضة بالاتفاق ووقف كامل أنواع القصف، في حين تضمن روسيا التزام النظام وحلفائه في المناطق الخاضعة لسيطرتهم بوقف القصف الجوي والمدفعي تماماً. كما نصت على أن تضمن الأطراف الدولية الضامنة للاتفاق (تركيا وروسيا) عدم محاولة طرفي النزاع الاستيلاء على مناطق جديدة، واقتراح آلية مناسبة لمراقبة وقف النار استنادا لمعايير الأمم المتحدة، وإطلاق مفاوضات للوصول إلى حل سياسي خلال شهر من دخول الهدنة حيز التنفيذ. ويتضمن أيضا إدخال المساعدات إلى جميع المناطق المحاصرة وفق خطة تضمنها تركيا وروسيا. وفي السياق، قال صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري إنه لم يتلق اتصالات من قبل الأطراف الراعية للهدنة، مؤكدا أن الأكراد «ليسوا معنيين بالاتفاق». جوتيريس: أزمة سوريا تحولت إلى سرطان دولي لشبونة (وكالات) اعتبر الأمين العام المقبل للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس أمس الأول، أن النزاع في سوريا «تحول إلى سرطان على نطاق دولي»، آملا في أن تتمكن روسيا والولايات المتحدة من «تجاوز خلافاتهما» لوضع حد لذلك. وقال جوتيريس في مقابلة حصرية للتلفزيون البرتغالي «إس آي سي» إن هذه الحرب «لا تتسبب بمعاناة للشعب السوري فحسب» لكنها تؤدي أيضا إلى «ردود فعل عنيفة تقود في بعض الحالات إلى أعمال إرهابية». وأضاف أنه في مواجهة هذا «التهديد العالمي» يجب على القوى الكبرى «أن تقرر وضع حد للنزاع» لأنه «من دون دعم خارجي» لن يستطيع السوريون مواصلة الحرب «إلى الأبد». وأعرب البرتغالي الذي يخلف بان كي مون في منصب الأمين العام للمنظمة الدولية في الأول من يناير عن «استعداده لتقديم المساعدة وخلق جسور وآليات حوار»، للسماح بتحسين علاقات تشوبها حالات من «عدم الثقة». وأعرب جوتيريس، الذي اجتمع في أواخر نوفمبر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن رغبته في لقاء الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب «في أقرب وقت ممكن». وكان جوتيريس أقر بأن «الأمين العام ليس سيد العالم»، ذلك أن القوى الخمس الكبرى في مجلس الأمن هي التي تتخذ القرارات.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©