«الفرقان» فرق الله به بين الحق والباطل

محمد أحمد (القاهرة) سورة الفُرْقَان، مكية، من المثاني، عدد آياتها 77، ترتيبها الخامسة والعشرون، نزلت بعد سورة «يس»، بدأت بأسلوب الثناء «تبارك» -من البركة- بمعنى كثرة الخير، بها سجدة في الآية 60. وتدور الآيات حول إثبات صدق القرآن وصحة الرسالة المحمدية وحول عقيدة الإيمان بالبعث والجزاء وفيها قَصص للعظة والاعتبار. الفرقان اسم من أسماء القرآن، وسميت السورة به في عهد النبي، قال عمر بن الخطاب: «سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ علي حروف كبيرة لم يُقرئنيها رسول الله فكدت أساوره في الصلاة -أي أعجل عليه- فتصبرت حتى سلم فلببته بردائه- أي أخذت بمجامع ردائه في عنقه وجررته منه- فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ بها قال: أقرأنيها رسول الله، فقلت: كذبت، فإن رسول الله قد أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله فقلت: إني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، فقال رسول الله: «أرسله، اقرأ يا هشام» فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ فقال رسول الله «كذلك أنزلت» ثم قال «اقرأ يا عمر»، فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال رسول الله «كذلك أنزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرأوا ما تيسر منه»، وعن ابن عباس وابن الزبير قالا: «نزلت سورة الفرقان بمكة»، وسميت بذلك في المصاحف وكتب التفسير والحديث. ووقع لفظ «الفرقان» في أولها فكان ذلك مناسبا لتسميتها به، حيث افتتحت به في قوله تعالى: «تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا»، وذكر ‏الله ‏تعالى فيها ‏هذا ‏الكتاب ‏المجيد ‏الذي ‏أنزله ‏على ‏عبده ‏محمد‏ ‏وكان ‏النعمة ‏الكبرى ‏على ‏الإنسانية ‏فقد ‏فرق ‏الله ‏به ‏بين ‏الحق ‏والباطل، والنور ‏والظلام‏‏، والكفر ‏والإيمان، فكان ‏جديرا ‏بأن ‏يسمى ‏الفرقان.