من واقع متابعتي لملاحظات القراء، وما يبث عبر برنامج البث المباشر في محطاتنا الإذاعية، ونتابعه على أرض الواقع ونحن نسوق مركباتنا يمكن القول إن هناك خللا واضحاً لدينا في تحديد وتنفيذ المداخل والمخارج سواء في طرقنا الداخلية أو الخارجية، وكذلك عند المناطق الصناعية والسكنية على حد سواء. وهذا الخلل والمعاناة الناجمة عنه يقف وراءها كما تذهب الآراء لتعدد جهات اتخاذ القرار الخاص بالطرق بين «البلدية» و«المرور» على رغم وجود التنسيق المفترض بين هذه الجهات الممثلة جميعها في مجلس السلامة المرورية. ومؤخراً تابعت عبر برنامج «استديو1» من إذاعة أبوظبي شكوى أحد الأخوة المواطنين ومعاناته جراء بطء حركة الإشارة المرورية «غير الذكية» عند المنفذ الوحيد للخروج من منطقة مصفح الصناعية للعودة إلى أبوظبي أو غيرها. وقد استوقفتني كذلك ملاحظته أن ضاحية سكنية بحجم مدينة بني ياس لا يوجد بها سوى مخرجين على الرغم من ترددي الكثير على هذه الضاحية وغيرها من الضواحي الجديدة كالشوامخ والشامخة والفلاح وزيارات أداء الواجبات الاجتماعية هناك. ويلمس المرء أن جهات اتخاذ القرار بالسماح بفتح أو إغلاق المداخل والمخارج الفرعية تعتمد أسلوب «الباب لي يجيك منه الريح سده واستريح»، فالعديد من الفتحات الفرعية جرى إغلاقها لمجرد وقوع حوادث مرورية عندها، بسبب ما يرونه دخولا مفاجئا للطريق وعدم الانتباه. ومعه نتساءل عن مكمن الخلل هنا هل هو في المهندس الذي صمم الطريق واختار الفتحة أم في الإدارة التي قررت إغلاقها بعدما اعتبرته خطأ في التصميم والتنفيذ أم في السائقين مستخدمي الطريق الذين يتسببون في الحوادث؟؟!!. ولعل أكبر مثال على ذلك الكم الكبير من تجارب المداخل التي جرت على شارع الشيخ زايد بن سلطان (السلام سابقا) وبصورة لا ترقى لما كان مأمولا من المشروع الضخم بعد عشر سنوات من الإنشاءات التي استغرقها، فعند أبسط حادث يتعطل السير بصورة مزعجة للغاية. كما يظهر المشهد الحالي أن فتحات الالتفاف في بعض طرقنا أصبحت مثل العقوبة على السائق الذي لا ينتبه لوجودها على الطرق الخارجية، حيث يضطر لقطع كيلومترات عدة بحثاً عن مخرج. ما نتمنى من «هندسة المرور» و« الشؤون البلدية والنقل» مراجعة شفافة لقضية الفتحات والمخارج المغلقة بكتل إسمنتية مؤقتة وحسمها بما يخفف الضغط عند الإشارات الضوئية ويساعد على انسيابية الحركة المرورية.