يمر عام الحروب والكدر، بعد أن عرفنا من أين يأتي الشر ومن يصنع أدواته، عام تكشف كل شيء فيه، ولم يعد تنطلي على الناس من يشعل فتيل التناحر، وأزالت الرياح والمطر مخابئ الثعابين التي اجتاحت المدن، ونفثت سمومها في أهم المدن العربية، وما تزال تحلم بمدن عربية أخرى. هذا العام القادم بالتأكيد سوف يكون عام الخير والعطاء والجمال، تماماً كما هو المعلن في أرض الخير والعطاء، الإمارات الرائدة في مجالات العون والمساعدة والحب والسلام والعيش الكريم لكل الشعوب المحتاجة، وهذه الدعوة هي تجديد للعهد القديم الذي سارت عليه الإمارات منذ زمن بعيد، إنه شعور وإحساس أن القادم أجمل والخير أيضاً قادم ليعم الشعوب المحتاجة، التي دمرتها الحروب والفقر والجفاف، والتي عسكرت فيها عصابات نهب الثروات، وصناعة الحروب والخراب وتصديره شرقاً وغرباً. عام سيئ يمضي بأدواته، والبشارة تنطلق من أرض الخير الإمارات، بأن عام الخير هو الذي سوف يبزغ وسوف تمتد العطايا والمساعدة إلى كل محتاج، وسوف يقارن الناس بين من يعمر ويبني ويزرع الحب والسلام وروح التآزر والأخوة الإنسانية، وبين ذلك الممتطي ريح وعاصفة الطائفية والمذهبية، وركوب مطية الدين لتحقيق أغراض الغربان والثعالب والضباع. درس كبير أعتقد تعلمه الإنسان العربي، وعلى الأخص في الخليج العربي، من صناع الظلام وما زرعوه في مدن كثيرة، ومن عناصر مرتبطة مع ذلك العدو، الذي يعلن ليل نهار أنه قادر أن يغيِّر وجه الخليج العربي، بل كل المدن العربية إلى وجوه غير عربية، وأياد غير عربية ليسود وحده، ذلك الذي يكره العرب ولا يحتمل أن يصعد العمران والبناء، أو يعم الحب والسلام والأمن، متذرعاً ومرتكزاً على الجانب الديني الطائفي ومزاعم توسعية كاذبة. عام الخير الذي تطرحه الإمارات هو الأمل المتجدد لحياة جديدة، ولعلاقات إنسانية وأخوية جديدة تسعد الناس والشعوب، وتنشغل بالمستقبل والعلم والعمل والبناء. العالم يستعد لعام 2020، الذي سوف يكون الجديد الجميل الذي ينطلق من الإمارات في ثوب رائع بهيج، وكأن هذه الدعوة الرائعة بأن يكون عام 2017 عام الخير هي أرضية عظيمة لأن يعيش الناس جميعاً في خير، ومحبة وسلام، والمتوقع أن يحقق شعار الإمارات «عام الخير» نجاحات كبيرة على الساحة المحلية والعربية والعالمية، لأنه الشعار الطبيعي للبشرية المحبة للأخوة والعدل والصدق وتقدير البشر، بحكم أنهم أخوة في الإنسانية، وإن اختلفت دياناتهم وبلدانهم وألوانهم، إنها دعوة المطمئن والمحب للناس جميعاً، إمارات الحب.. سلام وأمان إن شاء الله.